بعد جحيم الانهيار.. هل ينتظر سوق العملات الرقمية مستقبلا واعدا؟

قال مؤرخ التكنولوجيا المالية نيال فيرجسون، إن الانهيار الأخير لبورصة العملات المشفرة FTX كان مجرد تتويج لعام كارثي للأصول الرقمية التي قدمت أيضًا دروسًا مهمة للمستقبل.

وذكر مؤرخ التكنولوجيا المالية، في تصريح خاص لبلومبرج، أنه قبل عام واحد فقط، اعتقد الكثير منا أن الأمر قد انتهى بالنسبة للعملات المشفرة وسيتم تبرئة الرافضين.

وأشار إلى أن سام بانكمان فرايد، تعرض لضغوط شديدة، وهو الآن في السجن بعد إدانته بسبع تهم تتعلق بالاحتيال المالي، حيث اختفت بورصة FTX الخاصة به منذ فترة طويلة، وأصبح مصير منصة Binance المنافسة على المحك بعد تحقيق أجرته وزارة العدل، واعترف مؤسسها، تشانغبينج تشاو، بالذنب في انتهاكات غسل الأموال، واستقال من منصبه كرئيس تنفيذي، ووافق على دفع غرامة قدرها 50 مليون دولار، في حين تم تغريم المنصة نفسها بمبلغ 4.3 مليار دولار.

الاستثمار في العملات المشفرة

وعقب “فيرغسون” على مقارنة عوائد العملات المشفرة لعام 2022 بفئات الأصول الرئيسية الأخرى، قائلا إن عملة البيتكوين ارتفعت منذ بداية عام 2022 حتى الآن بنسبة 167%، وارتفعت عملة إيثريوم بنسبة 91%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 36%، لافتا إلى ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 19%، وارتفع الذهب بنسبة 11% تقريبًا، ورغم ذلك الارتفاعات انخفض النفط وسلة واسعة من السلع بنسبة 10-12%.

الدروس المستفادة

وتابع: “بحلول هذا الوقت من العام الماضي، أقنعتني عاصفة السمعة التي اجتاحت بورصات العملات المشفرة بأن صرح تمويل blockchain بأكمله كان فاسدًا ويجب أن أبيع على الفور معظم عملات Bitcoin وEthereum والعملات الرقمية الأخرى التي حصلت عليها منذ التحول إلى العملات المشفرة في عام 2017”.

وواصل: “من الحماقة أن ننسى القاعدة الأولى للاستثمار في العملات المشفرة وهي بمجرد شراء الأشياء، يجب عليك دائمًا الاحتفاظ بها”.

ولفت فيرغسون، إلى أن الدرس الأعمق المستفاد من الأشهر الـ 12 الماضية هو أن بورصات العملات المشفرة لم تكن أبدًا المفتاح لمستقبل التكنولوجيا المالية القائمة على blockchain، وكان السبب الوحيد لوجودهم هو الصعوبة الفنية لتبادل العملات المشفرة فعليًا دون وسيط.

وتابع أنه في حين أن العملات المشفرة لا تزال صناعة محفوفة بالمخاطر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مركزية العلاقة بين التمويل التقليدي واللامركزي، فقد أظهر الارتفاع الكبير في عملات البيتكوين والإيثريوم على مدار عام أن العالم يشهد قدرًا هائلاً من سوء إدارة العملات الورقية، بعد عقدين من الانخفاض التاريخي، ومن المرجح أن تستمر معدلات التضخم والإقبال على العملات المشفرة في النمو.

وأشار أنه من بين 191 دولة لديها بيانات صندوق النقد الدولي، شهدت 22 دولة فقط ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة تقل عن 10% منذ عام 2019، وشهدت 68 دولة أخرى تضخما لمدة أربع سنوات بين 10-19%؛ 42 بين 20-29%؛ 46 بين 30-99%؛ و13 شهدت ارتفاع الأسعار بنسبة 100% أو أكثر، وستكون هذه المجموعة الأخيرة أكبر إذا توفرت بيانات موثوقة لعام 2022 بالنسبة للبنان وسوريا.

وفي النهاية يسلط التقرير الضوء على درس آخر لعام 2023 وهو أن التمويل التقليدي يستمر في احتضان العملات المشفرة على الرغم من الجهود التي يبذلها المنظمون والمشرعون.