بعد واقعة الأسرة المفقودة.. الوجه الخلاب لطبيعة صحراء حلبان وسبب تسميتها

قصة إنسانية قاسية شهدتها صحراء حلبان غرب مدينة الرياض، إذ عثر فريق إنجاد للبحث والانقاذ التطوعي على عائلة مفقودة في منطقة صحراوية مقطوعة في هذه الصحراء، بعد ورود بلاغات عن فقدانها.

صحراء حلبان التي شهدت هذه الواقعة، لها وجه آخر خلاب إذ تمتد كلوحة فنية مرسومة برمالها الذهبية وسماءها الصافية، لتكون أحد أبرز الوجهات الصحراوية في المملكة العربية السعودية، وربما هذا ما جذب هذه العائلة لقضاء ساعات وسط الطبيعة.

تقع هذه الصحراء على بعد 200 كيلومتر من العاصمة الرياض، وتشكل جزءًا من الربع الخالي، الذي يُعد أكبر صحراء رملية في العالم. وعلى الرغم من قسوة المناخ، إلا أن صحراء حلبان تقدم تجربة فريدة لعشاق الطبيعة والمغامرة.

سميت صحراء حلبان بهذا الاسم لأن الإبل والأغنام إذا رعت في هذه المنطقة تمتلئ بالحليب، إذ كانت منطقة خصبة آنذاك وكثيفة الأشجار وكانت مطمعا لكثير من قبائل العرب على اعتبارها منطقة رعي من الدرجة الأولى.

تقع صحراء حلبان في منطقة نجد، وتتميز بمساحاتها الشاسعة من الكثبان الرملية المتمايلة التي تتغير أشكالها مع هبوب الرياح.

يغلب على مناخها الطابع الصحراوي القاسي، حيث ترتفع درجات الحرارة في فصل الصيف لتتجاوز 45 درجة مئوية، بينما تنخفض في فصل الشتاء لتصل إلى أقل من 10 درجات مئوية ليلاً.

وتشهد الصحراء ندرة في الأمطار، مما يجعلها بيئة قاسية لكنها غنية بالأسرار والجمال.

ووفقًا للهيئة السعودية للسياحة، فإن صحراء حلبان تُعد من المناطق التي بدأت تجذب أنظار السياح الباحثين عن الهدوء والمغامرة في آن واحد.

في السنوات الأخيرة، شهدت صحراء حلبان تطورًا ملحوظًا في مجال السياحة الصحراوية، حيث أصبحت مقصدًا لمحبي المغامرة والتشويق.

تتنوع الأنشطة التي يمكن ممارستها في هذه الصحراء، بدءًا من رحلات السفاري عبر الكثبان الرملية بواسطة السيارات الرباعية الدفع، وصولاً إلى التخييم تحت النجوم التي تزين سماء الصحراء الصافية. كما يجد عشاق التصوير الفوتوغرافي في هذه المنطقة فرصة ذهبية لالتقاط مشاهد لا تتكرر، خاصة خلال شروق الشمس وغروبها عندما تكتسي الرمال بألوان ذهبية وأحمر قانٍ.

وتُشير تقارير الهيئة السعودية للسياحة لعام 2023 إلى أن السياحة الصحراوية تشهد نموًا متصاعدًا في المملكة، حيث تُسهم في تنويع الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة.