بعد تصدره هاكاثون “أبشر طويق”.. كيف يعزز مشروع “الظل” سلامة رجال الأمن؟

حقق مشروع «الظل» المركز الأول في هاكاثون أبشر طويق، الذي نظمته وزارة الداخلية ضمن مؤتمر أبشر، بمشاركة أكثر من 4000 مشارك من مختلف التخصصات التقنية.

وجاء الفوز تقديرًا لابتكار المشروع كحل ذكي يدعم العمليات الأمنية ميدانيًا عبر نقل الواقع الميداني لحظيًا إلى مراكز العمليات، بما يعزز سرعة اتخاذ القرار وسلامة رجال الأمن.

كشف الأستاذ المشارك في هندسة البرمجيات بكلية علوم وهندسة الحاسب بجامعة جدة د. محمد دخيل الله الأحمدي خلال حديثه لـ “اليوم” أن مشروعه الفائز في هاكاثون أبشر طويق انطلق من رصد فجوة قائمة في آلية نقل المعلومات الميدانية، التي غالبًا ما تعتمد على التواصل الصوتي فقط، وهو ما لا يوفّر صورة شاملة عن الوضع.

ومن هنا، جاء ابتكار جهاز ذكي صغير يُثبت على رجل الأمن ويعمل كـ«ظل» له، بحيث ينقل بيانات متعددة تشمل الموقع، والحالة الصحية، والمؤشرات الحيوية، إلى جانب صورة أوضح عن البيئة المحيطة، ما يمكّن مراكز القيادة من تقييم الموقف بدقة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، سواء بتعزيز القوة الميدانية أو الاطمئنان على سلامة الأفراد، مبيناً أنه قدمه بمشاركة زميله د. عبدالعزيز الجهيّة.

دعم العمليات الأمنية

وأوضح أن مشروع «الظل» نموذج لحل تقني مبتكر يستهدف دعم العمليات الأمنية ميدانيًا، من خلال بناء نظام ذكي متكامل يعمل على نقل الواقع الميداني بشكل لحظي ودقيق إلى مراكز العمليات، بما يسهم في تعزيز سرعة اتخاذ القرار ورفع مستوى السلامة والكفاءة أثناء المهام الأمنية، لا سيما في المداهمات والبلاغات عالية الخطورة.

وأشار إلى أن العمل على المشروع خلال الهاكاثون كان مكثفًا، إذ امتد على مدار ثلاثة أيام بواقع ساعات طويلة يوميًا، ولم يقتصر التحدي على طرح الفكرة، بل شمل تطوير نموذج أولي قابل للاختبار، خضع لتقييم دقيق من لجنة تحكيم ضمت خبراء ومتخصصين في مجالات تقنية وأمنية متعددة، ركزوا على قابلية التطبيق العملي للنظام بعد انتهاء الهاكاثون.

وبيّن د. الأحمدي أن الخبرة الأكاديمية لعبت دورًا محوريًا في نجاح المشروع، حيث تم تطبيق منهجية علمية واضحة تبدأ بتحليل المشكلة، ثم تصميم الحل، وتقييمه بشكل منهجي، وهو ما ساعد على تقديم مشروع ناضج تقنيًا رغم ضيق الوقت.

وأضاف أن روح الفريق والانسجام بين أعضاء الفريق، رغم اقتصاره على شخصين فقط، كان لهما أثر مباشر في تحقيق هذا الإنجاز.

الدعم التقني المستمر

وأكد الأحمدي أن الفوز بالمركز الأول في هاكاثون يُعد الأكبر من نوعه عالميًا يُمثل دافعًا قويًا لمواصلة العمل على تطوير المشروع مستقبلًا، إلى جانب نقل هذه التجربة لطلاب الجامعة وتحفيزهم على المشاركة في مثل هذه الفعاليات، واستثمارها كمنصات حقيقية للتعلم والتطبيق العملي.

ونوّه بالدعم الذي وجده من جامعة جدة والجهات المنظمة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية، وسدايا، وشركة علم، وأكاديمية طويق، مشيدًا بالتنظيم الاحترافي والتكامل بين الجهات، وتوفير المرشدين والدعم التقني المستمر للمشاركين، ما أسهم في تهيئة بيئة ابتكارية عالية المستوى.

ويعكس فوز مشروع «الظل» في هاكاثون أبشر طويق ما تمتلكه الكفاءات الوطنية من قدرة على توظيف التقنيات الحديثة في ابتكار حلول نوعية تخدم الأمن الوطني، وتؤكد في الوقت ذاته المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها المملكة في استضافة وتنظيم الفعاليات التقنية الكبرى.