عاجل: حظر خوارزميات التشفير “الضعيفة” وإلزام الجهات بمولدات عشوائية فائقة الدقة

كشفت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني عن تحديثات جذرية للمعايير الوطنية للتشفير عبر منصة «استطلاع»، واضعة حداً أدنى للمتطلبات الأمنية للأغراض المدنية والتجارية، في خطوة استباقية تهدف إلى تحصين البيانات والأنظمة والشبكات الوطنية ضد التهديدات المستقبلية، بما فيها مخاطر الحوسبة الكمية، عبر اعتماد مستويات تشفير متقدمة تصل قوتها إلى 256 – بت.

واعتمدت الهيئة هيكلية مرنة للتشفير ترتكز على مستويين رئيسيين من القوة لضمان كفاءة التنفيذ، حيث يوفر المستوى الأساسي «MODERATE» أماناً يعادل 128 – بت، بينما يضمن المستوى المتقدم «ADVANCED» حماية قصوى تصل إلى 256 – بت.

ومنحت المعايير الجديدة الجهات الوطنية حرية اختيار المستوى المناسب وفقاً لطبيعة وحساسية بياناتها، مع إلزامية التقيد بالحد الأدنى للسياسات الوطنية، مشددة على ضرورة أن تغطي مستويات الأمان المتقدمة كافة مكونات النظام التقني دون استثناء.

استمرار حماية البيانات

وتضمنت الوثيقة تفصيلات دقيقة حول الخوارزميات المقبولة، بما يشمل أطوال المفاتيح ومتجهات التهيئة، مع تركيز لافت على خوارزميات ما بعد الحوسبة الكمية، لضمان استمرار حماية البيانات في ظل التطور الهائل المتوقع في قدرات المعالجة الحاسوبية.

وشملت التحديثات بروتوكولات الاتصال الأكثر شيوعاً واستخداماً، حيث وضعت ضوابط تشفير صارمة لتقنيات الجيل الخامس «5G» وشبكات «LTE» و«Bluetooth»، بالإضافة إلى بروتوكولات حماية الإنترنت ونقل البيانات الآمن، لضمان بيئة اتصال موثوقة.

وألزمت الهيئة الجهات باستخدام مولدات أعداد عشوائية عالية الجودة «TRNGs» و«QRNGs»، وحظرت بشكل قاطع الاعتماد على المولدات القابلة للتوقع، مشترطة اجتيازها لاختبارات إحصائية معيارية دولية قبل اعتمادها لضمان استحالة التنبؤ بمفاتيح التشفير.

الخوارزميات الكمية والكلاسيكية

وأفردت المعايير قسماً خاصاً لحلول التوزيع الكمي للمفاتيح «QKD»، موصية بنهج هجين يدمج بين الخوارزميات الكمية والكلاسيكية، مع ضرورة المراقبة المستمرة لمعدلات الخطأ لاكتشاف أي محاولات اختراق أو تداخل، والالتزام بالمعايير الدولية مثل «ISO» لضمان التوافقية.

واختتمت الوثيقة بوضع أطر تنظيمية لإدارة دورة حياة مفاتيح التشفير من الإنشاء حتى الإتلاف، وتدابير وقائية ضد الهجمات المتقدمة مثل هجمات القنوات الجانبية، لضمان منظومة أمنية وطنية متكاملة تواكب المتغيرات العالمية.