باحثة فضاء إثرائي لـ “اليوم”: البيانات والذكاء الاصطناعي يغيران مستقبل الاستكشاف

أكدت الباحثة في علوم الفلك والفضاء الإثرائي، رغد الزهراني، أن اكتشاف الفضاء يُعد من أعظم الإنجازات العلمية، حيث يسهم في توسيع آفاق المعرفة وفهم الظواهر الطبيعية المعقدة.

وأوضحت أن المهمات الفضائية لا تقتصر فقط على الاستكشاف، بل تلعب دورًا محوريًا في تطوير التكنولوجيا وتحفيز الابتكار.

وأشارت إلى أن الأقمار الصناعية تجمع كميات هائلة من البيانات، المعروفة باسم “البيانات الضخمة”، والتي تشمل معلومات حول الكواكب، النجوم، والمجرات، بالإضافة إلى بيانات بيئية وتجريبية من الرحلات الفضائية.

وأكدت أن تحليل هذه البيانات يتطلب تقنيات متقدمة لتحويلها إلى معلومات قيمة تُستخدم في اتخاذ قرارات استراتيجية تسهم في تطوير قطاع الفضاء.

وأوضحت أن نظم المعلومات الإدارية «MIS» تُعد أداة أساسية في إدارة بيانات الأقمار الصناعية، حيث تسهم في جمع وتخزين وتحليل المعلومات لدعم عمليات اتخاذ القرار. وأضافت أن هذه النظم تُستخدم لمراقبة التغيرات البيئية، إدارة الكوارث الطبيعية، وتطوير التخطيط العمراني، مما يعزز من فعالية العمليات الفضائية.

وتطرقت الباحثة إلى دور الذكاء الاصطناعي «AI» في تعزيز جودة تحليل البيانات، موضحة أن تقنيات التعلم الآلي والتحليل العميق تسهم في معالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة، مما يساعد في التنبؤ بالكوارث الطبيعية، مراقبة تغيرات المناخ، وتحسين دقة الخرائط الفضائية.

وشددت الزهراني على أن البيانات الضخمة للأقمار الصناعية تمثل قيمة اقتصادية كبيرة، حيث تُستخدم في مجالات مثل الزراعة، إدارة الموارد الطبيعية، والتنبؤ بالأحوال الجوية، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية وتقليل الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية. كما تساهم هذه البيانات في تحسين استراتيجيات الحكومات والشركات من خلال توفير معلومات دقيقة تدعم اتخاذ القرارات الفعالة.

وفي ختام حديثها، أكدت الزهراني أن التكامل بين نظم المعلومات الإدارية والذكاء الاصطناعي سيحدث نقلة نوعية في قطاع الفضاء، وسيساعد في تحقيق التنمية المستدامة من خلال تحسين استخدام الموارد وتعزيز الابتكار في مختلف المجالات. مشيرة إلى أن تحليل البيانات الضخمة لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة لمواكبة التطورات المستقبلية في استكشاف الفضاء وإدارة الموارد الطبيعية.