في الأسبوع العالمي للفضاء.. الطموح السعودي يصل النجوم بتجارب علمية رائدة

ينطلق اليوم الاحتفاء بـ الأسبوع العالمي للفضاء، الذي يُقام سنويًا من 4 إلى 10 أكتوبر لتسليط الضوء على إنجازات البشرية في استكشاف الفضاء، وتبرز المملكة العربية السعودية كقوة صاعدة في هذا المجال من خلال برنامجها الوطني لرواد الفضاء، الذي دشّن أولى مهماته العلمية في 21 مايو 2023 تحت اسم (SSA-HSF1).

حملت هذه المهمة أول طاقم سعودي إلى محطة الفضاء الدولية، مكونًا من أول رائدة فضاء سعودية وعربية ومسلمة، ريانة برناوي، والرائد علي القرني، في رحلة استمرت عشرة أيام على ارتفاع 408 كيلومترات فوق سطح الأرض.

وشكّلت هذه الخطوة إنجازًا تاريخيًا يعكس طموحات المملكة في أن تكون شريكًا عالميًا في استكشاف الفضاء وخدمة البشرية.

ضمن هذه المهمة، نفّذ الطاقم 14 تجربة علمية في بيئة الجاذبية الصغرى، بالتعاون مع علماء ومعاهد بحثية سعودية، وتركزت على صحة الإنسان، علوم الخلايا، وتجارب الاستمطار الصناعي.

كما شارك أكثر من 12 ألف طالب من 47 موقعًا داخل المملكة في تجارب توعوية علمية، مما يعكس البعد التعليمي والتثقيفي للمشروع.

انطلقت الرحلة على متن صاروخ فالكون 9، الذي نقل المركبة الفضائية دراجون إلى المدار، وهي أول مركبة فضائية خاصة تنقل البشر إلى محطة الفضاء الدولية.

وحملت المركبة أربعة ركاب، من بينهم ريانة برناوي وعلي القرني، لتصل إلى وجهتها التي تُكمل دورة حول الأرض كل 90 دقيقة على ارتفاع يقارب 420 كم.

ويجسّد شعار المهمة SSA-HSF1 رؤية المملكة للتطور العلمي والتقني، حيث استُلهم شكله الدائري من نافذة محطة الفضاء الدولية، واحتوى على رموز مثل النجمان الصاعدان اللذان يمثلان رائدي الفضاء السعوديين، و14 نجمة ترمز للتجارب العلمية، إلى جانب علم المملكة وخريطة السعودية، ونظرة رائد الفضاء نحو الأرض، في إشارة إلى الهدف الإنساني للمهمة، بالإضافة إلى شعار رؤية السعودية 2030.

ويُعد برنامج المملكة لرواد الفضاء جزءًا من استراتيجية وطنية تهدف إلى تأهيل كوادر سعودية لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى، والمشاركة في الأبحاث الدولية، واستكشاف الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء عالميًا. كما يساهم البرنامج في تحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال تنمية رأس المال البشري، وتعزيز مكانة المملكة في مجالات العلوم والتقنية، وتنويع الاقتصاد الوطني.

ومن بين الرواد المؤهلين للمهمات المستقبلية، برزت أسماء مثل علي الغامدي، الطيار المتمرس صاحب خبرة تفوق 11 عامًا في الطيران النفاث، ومريم فردوس، الطبيبة المتخصصة في علم الأوبئة، والتي تمتلك خبرة تزيد عن 13 عامًا في المجال الطبي.

وأكمل كلاهما البرنامج التدريبي لرواد الفضاء، استعدادًا للمشاركة في رحلات علمية قادمة.

أما ريانة برناوي، فقد قادها شغفها بالعلوم إلى خوض هذه التجربة التاريخية، وهي تحمل درجة الماجستير في العلوم الطبية الحيوية، ولديها خبرة تفوق 9 سنوات في إعادة هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة. وقد عملت طوال مسيرتها على تطوير بروتوكولات البحث العلمي، لتكون نموذجًا ملهمًا للأجيال القادمة.