ميلوت الأهلاوي .. بين لحظة تهور في الأولمبياد وبداية مشرقة في دوري روشن

وُلد إنزو ميلوت في 17 يوليو 2002 بمدينة لو شيني الفرنسية اسم “إنزو” لم يكن صدفة؛ والده سمّاه تيمناً بأسطورة أورغواي إنزو فرانشيسكولي، اللاعب الذي ألهم زين الدين زيدان ومنذ صغره، حمل إنزو كرة القدم كحلم عائلي وسط ظروف متواضعة.

عائلة صنعت الحلم

والده من مارتينيك، وأمه من مدغشقر. الأب كان أول من أخذه إلى الملعب، مشجعاً إياه على المضي قدماً: “الكرة قد تفتح لك طريقاً ما لا يفتحه غيرها”. ومن هناك بدأت الحكاية مع نادي Étoile de Brou، قبل أن يلمع في Chartres ثم Drouais ويجذب أنظار موناكو.

— موناكو.. البداية الاحترافية

في أكاديمية موناكو (2017–2021)، تعلم معنى الانضباط والاحتراف.

مع موناكو B: لعب 9 مباريات وسجل هدفين.

مع الفريق الأول: شارك في مباراتين بالدوري الفرنسي.

تجربة قصيرة لكنها صنعت شخصية مقاتلة تبحث عن فرصة أكبر.

شتوتغارت.. محطة الانفجار

عام 2021 انتقل إلى VfB شتوتغارت، ورغم إصابة أبعدته، عاد ليكتب فصولاً لا تُنسى:

91 مباراة رسمية، 9 أهداف، 14 صناعة.

موسم 23/24: 5 أهداف + 7 صناعات قادت الفريق للمركز الثاني والتأهل لدوري الأبطال.

كأس ألمانيا 2025: سجل هدفين في النهائي ضد بيليفيلد ليمنح شتوتغارت اللقب.

المسيرة الدولية.. المجد والجدل

ميلوت ارتدى قميص فرنسا في مختلف الفئات العمرية:

U16 (2018): 10 مباريات – هدفان.

U17 (2018–2019): 17 مباراة – هدفان، اختير ضمن فريق البطولة الأوروبية، وفاز مع فرنسا بـ برونزية كأس العالم U17 2019.

U18 (2019–2020): 6 مباريات – هدف واحد.

U23 (أولمبياد باريس 2024): سجل هدفاً، وحصل على الميدالية الفضية بعد خسارة النهائي أمام إسبانيا.

لكن البطولة نفسها شهدت لحظة مثيرة للجدل: بعد الفوز على الأرجنتين، احتفل ميلوت بطريقة استفزازية أمام بدلاء التانغو، ليدخل في مشادة مباشرة مع المخضرم نيكولاس أوتامندي. المشادة تحولت لشجار، ليُشهر الحكم بطاقة حمراء في وجه ميلوت رغم أنه كان على الدكة. الإعلام وصفها بـ “تهور شبابي”، بينما المدرب تيري هنري قال إنها “لطخة صغيرة في ليلة كبيرة”.

U21 (2024–حتى اليوم): أصبح أحد ركائز المنتخب الشاب، وارتدى شارة القيادة في بعض المباريات، ليؤكد مكانته كموهبة مرشحة للمنتخب الأول.

الأهلي.. بداية المجد العربي

في 9 أغسطس 2025، أعلن الأهلي السعودي التوقيع مع إنزو ميلوت لثلاث سنوات. لم يحتج وقتاً طويلاً ليظهر قيمته، إذ ساهم مباشرة في تتويج الفريق بـ السوبر السعودي 2025.

ولم يكتفِ بذلك، بل واصل تأثيره في الجولة الأولى من دوري روشن حين صنع هدفاً بتمريرة حاسمة، مؤكداً أنه جاء ليكون إضافة حقيقية للراقي.

ماذا يضيف للراقي؟

معدل 2.1 تمريرة مفتاحية في المباراة مع شتوتغارت.

قدرة على كسر خطوط الدفاع بالتمرير العمودي.

جرأة في التسديد (3 أهداف من خارج المنطقة موسم 23/24).

سيكون الرابط المثالي بين فرانك كيسييه في المحور وبين خط الهجوم بقيادة رياض محرز، ليمنح الأهلي تنوعاً هجومياً وحلولاً إضافية ضد الفرق المتكتلة دفاعياً.

إنزو ميلوت ليس مجرد صفقة جديدة.. هو لاعب يحمل في طياته قصة كفاح من شوارع لو شيني إلى أضواء جدة، من برونزية العالم إلى فضية الأولمبياد، ومن لحظات تألق لامعة إلى طرد مثير للجدل ضد أوتامندي.
في اولى الجولات، وبعد صناعة هدف في أول ظهور له بدوري روشن، يرتدي القميص الأخضر ليفتح صفحة جديدة مع الراقي.. صفحة قد تُكتب بأحرف من ذهب.