جولة الديربيات في دوري روشن.. ذاكرة المواجهات تتحدث

عندما يشتد الصراع وتبلغ وتيرة الحماس أقصاها، يصبح صوت “جولة الديربيات” هو الصوت الذي يُسكت كل شيء حوله، ليحكم سيطرته على كل الأجواء. قبل أشهر، كانت الملاعب شاهدة على مواجهات لا تنسى، الهلال والنصر افترقا بالتعادل 1-1 في ديربي العاصمة، بينما خطف الاتحاد فوزًا ثمينًا على غريمه الأهلي بهدف دون رد في ديربي البحر، أما القادسية، فكتب فصلاً خاصًا في تاريخه بإسقاطه الاتفاق بثنائية نظيفة في ديربي الشرقية. واليوم، مع عودة الجولة الأكثر ترقبًا، يستعد الكبار لمعركة جديدة، حيث لا مجال للتهاون، ولا فرصة أخرى للتعويض.

الهلال والنصر (ديربي العاصمة)

نعود بذكرياتنا إلى الجولة التاسعة، تلك الجولة التي حملت اسم “جولة الديربيات”، وشهدت مواجهة مثيرة بين الغريمين. كان الملعب ممتلئًا، الأعلام ترفرف، والهتافات تصدح في كل زاوية. الجماهير تنتظر لحظة الحسم، كما هي العادة في مباريات الكبار.

تاليسكا، نجم النصر حينها، أطلق كرة صاروخية سكنت شباك الهلال، لتشتعل المدرجات النصراوية فرحًا، لكن الرد جاء عبر سافيتش، الذي منح الهلال التعادل، ليبقى الصراع مفتوحًا دون حسم، متطلعين لمزيد من الإثارة والترقب في الموقعة المنتظرة.

اليوم، بعد أشهر من ذلك اللقاء، تتغير المعطيات، تاليسكا رحل عن النصر، وتحوم الشكوك حول جاهزية لاعبي الهلال، من ميتروفيتش، لإصابة كانسيلو في العضلة الخلفية. وعلى الجانب الدفاعي، يواجه النصر غياب نواف بوشل بعد تلقيه بطاقة حمراء أمام الخلود، بينما يعاني الهلال من إصابة البليهي.

الأهلي والاتحاد (ديربي البحر)

الاتحاد يمر بفترة مميزة على صعيد الترتيب، إذ يتصدر دوري روشن السعودي بفارق 4 نقاط عن الهلال، لكنه يواجه تحديات بسبب الإصابات التي طالت عددًا من لاعبيه الأساسيين. حسن كادش تعرض لإصابة في الرأس بعد اصطدام قوي خلال مشاركته مع المنتخب السعودي أمام الصين، أما ماريو ميتاي، فقد خضع لعملية جراحية في عضلات أسفل البطن، كذلك، يعاني ستيفن بيرغوين من الإصابة، ويواجه حسام عوار مشكلة عضلية، ويعاني اللاعبيّن فواز الصقور، وعبدالله العمري، ولم تتحدد مدة غيابهما بشكل دقيق.

في المقابل، يمر الأهلي بمرحلة صعبة، حيث تكبد خسارتين، الأخيرة أمام الأخدود في سيناريو درامي، وأمام الاتحاد بنتيجة 1-0 في ديربي البحر. هذه النتائج تزيد الضغوط على الفريق، الذي سيكون في حاجة ماسة لتحقيق نتيجة إيجابية لاستعادة الثقة.

فهل سيتمكن الاتحاد من استعادة بعض لاعبيه المصابين قبل مواجهة الأهلي، لمواصلة سلسلة انتصاراته. أو تستمر الغيابات، وتؤثر هذه الظروف على أداء الفريق في المواجهة الحاسمة المقبلة.

القادسية والاتفاق (ديربي الشرقية)

القادسية يعيش واحدًا من أفضل مواسمه حاليًا، حيث يحتل المركز الرابع في جدول الترتيب برصيد 51 نقطة، متساويًا مع النصر، لكن الأخير يتفوق بفارق الأهداف. الفريق قادم من فوز مهم أمام الاتفاق بنتيجة 2-0 بفضل هدفي ألفاريز وكينيونيس، مما يعزز ثقته قبل ديربي الشرقية. ومع ذلك، تلقى ضربة بإعلان إصابة عبدالعزيز العثمان، مما قد يؤثر على خياراته في المواجهة المقبلة.

على الجانب الآخر، الاتفاق لا يمر بأفضل فتراته، حيث تعرض لخسارتين الأولي أمام القادسية والأخيرة في لقاء الفيحاء، ويعاني من تذبذب في مستواه، حيث تتراوح نتائجه بين الفوز والتعادل والخسارة. هذا التراجع قد يكون دافعًا له للدخول بقوة، خاصة أن الفوز على القادسية سيعيده إلى المسار الصحيح.

يبقى السؤال: هل يواصل القادسية تألقه ويؤكد تفوقه مجددًا، أم أن الاتفاق سينجح في قلب الطاولة والعودة للانتصارات؟

عندما تدق ساعة الديربي، لا مكان لأنصاف الحلول، تدخل الفرق المواجهات بشعار واحد، الانتصار ولا شيء غيره. في جولة سابقة، كُتبت فصول من الإثارة، واليوم، تعود المواجهات بحماس أكبر، ورغبة أعظم في إثبات الهيمنة.