شبل سفيان.. شاعر العصر الرقمي بروح الأجداد
في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة، ويتجه فيه معظم المحتوى الشبابي نحو الترفيه السريع أو “الترند”، يظهر شبل سفيان كاستثناء جميل يلفت الأنظار ويثير الاهتمام، ليس لكونه مجرد شاب سعودي ظهر على منصات التواصل، بل هو حالة فنية ثقافية تعكس مزيجًا فريدًا من التمسك بالتراث والانفتاح على العصر، فبصوته، وهيئته، وكلماته، يعيد شبل ربط الأجيال الشابة بجذورها، ويُظهر أن الفن الأصيل لا يموت طالما هناك من يقدّمه بروح صادقة.
هوية شبل الثقافية ومظهره العام:
من اللحظة الأولى التي تراه فيها، تلاحظ تمسّكه العميق بهويته الثقافية، من خلال ارتدائه الثوب السعودي التقليدي، والشماغ، ويتحدث باللهجة الجنوبية، تلك اللهجة الغنية بالمفردات والإحساس، حتى في ملامحه وتعابير وجهه، تشعر بأنك أمام شاب لا يخجل من تراثه، بل يفخر به ويجعله جزءًا من شخصيته، وهذا التمسّك بالتقاليد لا يمنعه من الظهور بمظهر عصري، لكنه دائمًا يختار أن تكون جذوره واضحة، وكأنها رسالة ضمنية تقول: “أنا من هنا، وأفخر بذلك”.
محتواه… بين الشعر الشعبي والرسائل الاجتماعية:
شبل سفيان لا يكتفي بكونه شخصية محبوبة، بل يقدم محتوى يحمل قيمة، ويخاطب الوجدانـ فـ غالبًا ما يستخدم الشعر الشعبي أو كلمات فصيحة بلهجة محلية، فيلقيها بإحساس قوي يجعل المتلقي يعيش اللحظة معه، سواء ألقى قصيدة عن الوطن، أو تغنّى بصفات الأم، أو عبّر عن مشاعر فتى جنوبي بسيط… فهو دائمًا يُلامس شيئًا عميقًا في النفوس.
ولعل ما يجذب المتابعين أكثر، هو قدرته على تقديم رسائل اجتماعية مؤثرة بطريقة غير مباشرة، مثل:
الحث على احترام الكبار.
التفاخر بالهوية والانتماء.
التنبيه لأهمية البساطة والرضا.
كل ذلك بلغة يفهمها الشباب ويستمتعون بها، ليحفر لنفسه حروفًا من ذهب في عالم الشهرة.
بين المطالبين بالتجديد والحفاظ على التراث:
يجد شبل نفسه أحيانًا بين فئتين:
فئة تطالبه بالاستمرار في تقديم الموروث بنفس النمط، وفئة أخرى تشجعه على التجديد والانفتاح على أشكال فنية جديدة، لكن ذكاءه يمكنه في إظهار قدراته على التوازن بين الاثنين، فهو لا يُفرّط في أصالته، ولا يرفض التحديث، بل يُدخل عناصر حديثة في إخراجه، مثل، استخدام الموسيقى الخفيفة دون أن تَطغى، بالإضافة إلى تصوير مقاطعه بجودة عالية، والتفاعل المباشر مع الجمهور بأساليب حديثة.. وهكذا، ينجح شبل سفيان في كسب رضا الجيل الجديد، دون أن يُغضب عشّاق التراث.
أثره الثقافي في المجتمع السعودي:
يُحسب لشبل سفيان أنه ساهم في إعادة إحياء الاهتمام بالشعر الشعبي والهوية المحلية، خصوصًا بين المراهقين والشباب الذين باتوا يستخدمون بعض تعبيراته ولهجته في كلامهم اليومي، كما أصبح قدوة للكثير من الفتيان الذين وجدوا فيه نموذجًا للتمسك بالجذور دون التخلّي عن الحلم والطموح.
فبعض المتابعين له على منصته عبر سناب شات، من كبار السن عبروا عن سعادتهم بوجود شبل، لأنه يذكّرهم بأيام زمان، ويشعرهم أن هناك من سيحمل هذا التراث إلى الأجيال القادمة.
ولذلك نقول أنه ليس من السهل أن تكون فنانًا، ومؤثرًا، وراويًا للتراث، ومُلهمًا في الوقت ذاته، لكن الشاب الصاعد شبل سفيان نجح في ذلك، لأنه لم يُجامل في هويته، ولم يتصنع الحداثة، بل قدم نفسه كما هو، شابًا سعوديًا أصيلًا، يحب الكلمة، ويُقدّر الجمال، ويُجيد مخاطبة جيله بلغة فيها الأصالة والروح، وتعد تجربته تمثل جسرًا ثقافيًا بين الماضي والحاضر، وتؤكد أن الشاب السعودي قادر على أن يكون معاصرًا، دون أن يتخلى عن عمقه التاريخي.
جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.