اكتشاف-“أمونيت”.-جرم-جديد-في-أعماق-النظام-الشمسي-يكشف-خفايا-الماضي

اكتشاف “أمونيت”.. جرم جديد في أعماق النظام الشمسي يكشف خفايا الماضي

كشف رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة عن اكتشاف فلكي جديد يُعد إضافة مهمة لفهم المناطق البعيدة في النظام الشمسي، حيث أعلن العلماء عن رصد جرم جليدي ناءٍ أُطلق عليه اسم “أمونيت”، والمعروف رسميًا بالرمز 2023 KQ₁₄، وهو عالم متجمد ينضم إلى قائمة الأجسام البعيدة الواقعة خلف مدار نبتون.

يقع أمونيت في منطقة شديدة البعد عن الشمس، إذ تصل أقرب نقطة له إلى نحو 66 وحدة فلكية، أي ما يعادل ضعف المسافة بين نبتون والشمس، أما متوسط بعده على طول مداره البيضاوي فيبلغ 252 وحدة فلكية، مما يجعله يحتاج إلى نحو 4 آلاف عام لإتمام دورة واحدة حول الشمس.

هذا البعد الهائل يمنحه طبيعة باردة وهادئة، ويجعله أحد الأجرام الأبطأ والأكثر عزلة في النظام الشمسي.

مراقبة حديثة

وأوضح أبو زاهرة أن رصد أمونيت لم يكن نتيجة مراقبة حديثة بل حصيلة تحليل بيانات تراكمت على مدى 19 سنة من مراصد متعددة، شملت تلسكوب سوبارو، ومرصد كندا –فرنسا– هاواي، وكاميرا DECam، ومرصد كيت بيك.

ومع تتبع هذه البيانات اتضح أن مدار هذا العالم الجليدي ظل مستقرًا لأكثر من 4.5 مليار سنة، ما جعله يُلقب بـ “حفيد النظام الشمسي القديم” أو “أحفورة النظام الشمسي” لاحتفاظه ببصمة مدارية تعود إلى عصر تشكل الكواكب.

مدارات متقاربة

على الرغم من أن الأجرام المعروفة من فئة السيدنويدات -مثل سيدنا و2012 VP113 وليلياكوهونوا- تتبع مدارات متقاربة تشير إلى تاريخ جاذبي مشترك، إلا أن أمونيت يشكّل استثناءً واضحًا.

فالمدار الذي يتخذه يسير في اتجاه يكاد يكون معاكسًا لمدارات تلك الأجرام، ليملأ فجوة غامضة طالما حيّرت العلماء في رسم خريطة النظام الشمسي الخارجي.

أسئلة جديدة

هذا الاختلاف المداري يثير أسئلة جديدة حول قوى الجاذبية التي أثرت عليه عبر مليارات السنين، خصوصًا تلك المرتبطة بالنظام الشمسي المبكر.

وتشير المحاكاة العلمية إلى أن أمونيت كان في الماضي منسجمًا مع باقي السيدنويدات، قبل أن ينحرف تدريجيًا عن مداره بفعل أحداث جاذبية قديمة لا يزال العلماء يحاولون فهمها.

ديناميات النظام الشمسي

ويرجّح أن دراسة هذا الجرم قد تكشف:

  • دليلًا على مرور نجم قريب بالنظام الشمسي قبل ملايين أو مليارات السنين.
  • تقدم قيودًا أقوى على وجود الكوكب التاسع الغامض الذي يُعتقد أنه يؤثر على مدارات الأجرام البعيدة.
  • تساعد في إعادة بناء ديناميات النظام الشمسي خلال مراحله الأولى.

واختتم أبو زاهرة بأن اكتشاف أمونيت يعزز فرضية وجود عوالم أخرى لم تُكتشف بعد في أقصى أطراف النظام الشمسي، مشيرًا إلى أن المسوحات الفلكية المستقبلية والنماذج المدارية الأكثر تطورًا ستسهم في الكشف عن مزيد من الأسرار، وربما تساعد في رسم القصة الكاملة لتشكّل النظام الشمسي منذ بداياته الأولى.

جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *