120 ألف طن تملأ أسواق الأحساء.. والخلاص والشيشي والرزيز بالصدارة

يشهد مزاد موسم صرام التمور لعام 2025 في مدينة الملك عبدالله للتمور بالأحساء إقبالًا لافتًا وحركة تجارية نشطة منذ انطلاقته، وسط منظومة تنظيمية متكاملة تقودها جهات حكومية عدة، أبرزها المركز الوطني للنخيل والتمور ومحافظة الأحساء، مما يرسخ مكانة الواحة كعاصمة عالمية لأجود أصناف التمور.

ويتسم الموسم الحالي بظاهرة إيجابية تتمثل في دخول جيل جديد من الشباب السعودي لممارسة هذا النشاط التجاري العريق، وهو ما اعتبره شيخ تجار سوق تمور الأحساء، عبدالحميد بن زيد البن زيد، مؤشرًا على حيوية السوق وقدرته على التجدد.

وأوضح أن هذا الحماس يتزامن مع تلقي طلبات مبكرة من شركات التصدير، مع توقعات بأن يشهد الموسم نشاطًا كبيرًا، خاصة للمنتجات ذات الجودة العالية.

وأشار البن زيد إلى أن الموسم لم يعد مجرد حدث تجاري، بل تحول بفضل التطور والتنظيمات الحديثة إلى مهرجان اقتصادي وثقافي متكامل. ووصفه بأنه فرصة ثمينة للعمل الحر توفر دخلاً مجزيًا للشباب والشابات، ومناسبة اجتماعية تلتقي فيها الأجيال.

وأضاف أن أصناف ”الخلاص“ و”الشيشي“ و”الرزيز“ لا تزال تتربع على عرش الطلب، فيما أكد أن المستهلكين والتجار على حد سواء أصبحوا يركزون بشكل أكبر على جودة الإنتاج وأناقة العرض.

من جهته، وصف رئيس لجنة التنمية الزراعية بالأحساء، عبدالعزيز الموسى، الموسم بأنه ”عرس أحسائي سنوي متجدد“.

وأوضح أن جمعية التنمية الزراعية تلعب دورًا محوريًا من خلال برامجها النوعية، مثل شراء التمور الفاخرة وإعادة بيعها، وتوريد التمور لبرامج كـ ”هدية خادم الحرمين الشريفين“، بالإضافة إلى التوسع في الصناعات التحويلية التي حققت عوائد مجدية في المواسم السابقة.

وأضاف الموسى أن إنتاج الأحساء الذي يتجاوز 120 ألف طن من التمور سنويًا من أكثر من 1,5 مليون نخلة، لا يمثل رافدًا اقتصاديًا للمملكة ودول الخليج فحسب، بل أصبح نافذة عالمية، حيث تصل تمور المملكة اليوم إلى أكثر من 119 دولة، وهو ما يحفز على المزيد من العمل والتطوير.

هذا الشعور بالتفاؤل أكده تاجر التمور محمد الخطيب، الذي وصف الموسم الحالي بالمميز من حيث حجم الإقبال. وأشاد بجودة تمور الأحساء التي تتميز بلونها الكهرماني الجذاب ومذاقها الفريد، متوقعًا أن تشهد الأيام القادمة صفقات تجارية أكبر حجمًا مع تزايد وتيرة المزاد.