لأول مرة.. مشروع يحول قشور الليمون إلى أعلاف ترفع إنتاجية الماشية 23%

كشف مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الأحساء عن مشروع بيئي واقتصادي رائد، يهدف إلى تحويل مخلفات الليمون من نفايات زراعية إلى بدائل أعلاف ذات قيمة غذائية عالية، في خطوة مبتكرة لدعم مربي الثروة الحيوانية وتعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأوضح الدكتور حسين الرمضان من مكتب الوزارة، أن التجارب العلمية والميدانية للمشروع أظهرت نتائج مبهرة، حيث أدى استخدام الأعلاف الجديدة إلى زيادة إنتاجية الحليب واللحوم بنسبة 23%، وتحسين معدل نمو الحيوانات الصغيرة بنسبة 18%، بالإضافة إلى تقليل ملحوظ في معدل الإصابة بالأمراض الهضمية بنسبة 15%.

فوائد اقتصادية وبيئية

وأكد أن هذه النتائج تم التحقق منها خلال دراسة ميدانية استمرت 6 أشهر على قطيع مكون من 200 رأس من الماشية في مناطق مختلفة بالمملكة.

وعلى الصعيد البيئي، يقدم المشروع حلاً مستداماً للاستفادة من 80% من مخلفات الليمون التي كانت تُرسل إلى المكبات، ما يقلل من التلوث ويعزز الاستدامة.

كما يُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن نقل واستيراد الأعلاف التقليدية بنسبة تصل إلى 30%.

ويأتي هذا المشروع في ظل الأهمية الاقتصادية لليمون الحساوي، الذي يعد المنتج الزراعي الثاني في واحة الأحساء بعد التمور، حيث تحتضن المنطقة نحو 100 ألف شجرة مثمرة تنتج ما بين 2000 إلى 2500 طن سنوياً، مما يوفر كميات هائلة من المخلفات التي يمكن تحويلها إلى ثروة.

قيمة غذائية

وعن القيمة الغذائية لهذه الأعلاف المبتكرة، بيّن الدكتور الرمضان أن قشور ”الليمون“ غنية بفيتامين ”ج“ الذي يعزز مناعة الحيوانات، والألياف الطبيعية التي تحسن الهضم، بالإضافة إلى مركبات ”الفلافونويد“ التي تعمل كمضادات أكسدة طبيعية لحماية خلايا الماشية.

وتمر عملية تحويل القشور إلى أعلاف بأربع مراحل تقنية بسيطة، تبدأ بتجفيف القشور طبيعياً تحت أشعة الشمس، ثم طحنها إلى مسحوق ناعم، تليها مرحلة الخلط مع مكملات غذائية كالبروتينات والفيتامينات لرفع قيمتها.

وأخيراً تعبئتها في أكياس محكمة الإغلاق للحفاظ على جودتها. وبهذا، يتحول ما كان عبئاً بيئياً إلى مورد اقتصادي يدعم الأمن الغذائي ويحافظ على البيئة.