صور| لم تعد للشباب فقط.. الوعي يدفع بالآباء والأجداد للصالات الرياضية
تشهد المملكة طفرة غير مسبوقة في انتشار الصالات الرياضية، في ظاهرة تتجاوز كونها مجرد نمو استثماري لتصبح انعكاسًا لتحوّل ثقافي عميق، وارتفاعًا لافتًا في مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الصحة واللياقة البدنية.
هذا التحول، الذي يمس مختلف فئات المجتمع، يأتي مدفوعًا بدوافع شخصية متعددة ومناخ وطني داعم، إذ يوضح رواد الصالات الرياضية أن الإقبال المتزايد هو نتيجة مباشرة للبحث عن متنفس من ضغوطات الحياة والعمل.
راحة نفسية وروتين إيجابي
ووجد أحمد سامي في التمرين وسيلة للتخلص من الطاقة السلبية وخفض الوزن، ويتفق معه قايد السعدي، الذي يرى في النادي استثمارًا للوقت وخلق روتين يومي إيجابي بعيدًا عن الضغوط، يمنحه راحة نفسية وجسدية.
وأكد أيسر مهند أن دافعه الرئيسي كان إحداث تغيير جذري في حياته، وزيادة الثقة بالنفس، وتحسين اللياقة البدنية، ناصحًا الجميع بضرورة تحويل النوايا إلى أفعال والمبادرة بالخطوة الأولى رغم صعوباتها.
وأوضح الكابتن محمد بدر أن هذا الإقبال الكثيف يصب مباشرة في هدف الرؤية لرفع نسبة ممارسة الرياضة إلى 75%، كما لفت إلى أن قرارات وزارة الرياضة — مثل تحديد حد أدنى للاشتراكات وتسهيل الدفع بالأقساط — أسهمت في تعزيز هذا الانتشار، مشيرًا إلى أن هذا الوعي المتنامي هو أحد أبرز مخرجات رؤية المملكة 2030.
وقدم ناصر الشمري، الذي يواظب على التمرين منذ 30 عامًا، شهادة حية على هذا التحول الثقافي؛ إذ يتذكر فترة كان فيها المجتمع ينظر للرياضة أو حتى لارتداء ملابسها في الأماكن العامة بنظرة سلبية تصل إلى حد “العيب”، وهو ما كان يجبر البعض على إخفائها، ويقارن ذلك بالوضع الحالي الذي يتسم بوعي كبير وممارسة رياضية مريحة، أثمرت عن ظهور رياضيين عالميين.
واتفق معه المدرب أحمد سالم، الذي يصف الوضع قبل 25 عامًا بأنه “محدود”، بينما يصفه اليوم بأنه “ممتاز” بفضل الرؤية، مؤكدًا أن الرياضة لا ترتبط بعمر معين، فـ “العمر مجرد رقم”، مشيرًا إلى أنه يشعر داخليًا بأنه أصغر من عمره الحقيقي، وهو ما يعكس قوة “العمر الرياضي” مقابل “العمر البيولوجي”.
الأندية الرياضية
وبيّن الكابتن محمد بدر أن الأندية اليوم تستقبل فئات عمرية متنوعة تبدأ من 15 عامًا وتصل إلى مشتركين في الستين والسبعين من أعمارهم، الذين غالبًا ما يفضلون التمرين في الفترات الصباحية الباكرة.
وأشاد كل من أحمد سامي وناصر الشمري بالمستوى العالي والتجهيزات المتقدمة في الصالات السعودية، مما يجعلها تضاهي المستويات العالمية، فيما شدد الشمري على أهمية اختيار النادي المتميز بما يوفره من أجهزة عالية الجودة تساعد على التمرين الصحيح وتفادي الإصابات.
وأوضح عبدالرحيم سهيل أن السوق السعودي يقدم فئات متنوعة من الأندية، بعضها يوفر خدمات ترفيهية إضافية كالمسابح والبلياردو، معترفًا بأن الصورة العامة تميل إلى ارتفاع الأسعار مقارنة ببعض الدول، مرجعًا ذلك إلى حداثة السوق ومتوقعًا انخفاضها مستقبلًا مع زيادة المنافسة.
ولفت عبدالله الزهراني الانتباه إلى أن معظم الصالات تشهد تزاحمًا كبيرًا، مما دفعها إلى تمديد ساعات عملها، معتبرًا ذلك دليلًا قاطعًا على ارتفاع الوعي الرياضي، موجّهًا نصيحة مهمة للمشتركين بضرورة وضع أهداف واقعية والتحلي بالصبر، والنظر إلى التمرين بوصفه “نمط حياة” مستدامًا لا مجرد هدف مؤقت.
جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
