هل تتحرك الكواكب فعليًا إلى الخلف؟.. فلكي يوضح حقيقة الظاهرة

أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن كوكب أورانوس سيبدأ يوم السبت 6 سبتمبر 2025 حركته التراجعية، حيث يتوقف عن التقدم شرقًا أمام المجموعات النجمية في دائرة البروج (ظاهريًا)، ليبدأ بالتحرك غربًا بدلًا من اتجاهه الطبيعي، وهي ظاهرة ستستمر حتى مطلع فبراير 2026.

وأوضح أبو زاهرة أن هذا الانعكاس الظاهري في حركة الكواكب يعد ظاهرة طبيعية ودورية تمر بها جميع الكواكب الخارجية قبل عدة أشهر من وصولها إلى حالة التقابل مع الشمس.

الانعكاس الظاهري في حركة الكواكب

وأضاف: “الحركة التراجعية كانت معروفة للراصدين القدامى وقد تسببت في إرباك كبير لهم، إذ لم تتوافق مع النماذج الفلكية التي كانوا يتصورونها عن مدارات الكواكب الدائرية المنتظمة حول الأرض”، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة ساهمت لاحقًا في تطوير فهم علم الفلك والانتقال من نموذج مركزية الأرض إلى مركزية الشمس.

وبيّن أن الكواكب لا تتحرك فعليًا إلى الخلف في مداراتها حول الشمس، بل إن الأمر يحدث نتيجة مرور الأرض – ذات المدار الأصغر والأسرع – بجانب أحد الكواكب الخارجية، فيبدو لنا من الأرض أن الكوكب يتحرك للخلف لفترة تمتد عدة أشهر.

وشبه ذلك بمشهد على الطريق حين تتجاوز سيارة سريعة أخرى أبطأ، فيبدو لركاب السيارة السريعة أن السيارة البطيئة تتحرك إلى الوراء رغم أنها تسير في نفس الاتجاه.

كوكب أورانوس

وأشار أبو زاهرة إلى أن أورانوس سيكون مرئيًا بواسطة التلسكوب في سماء الفجر، حيث يرتفع فوق الأفق قبل منتصف الليل بالتوقيت المحلي ويصل إلى أعلى نقطة له في الأفق الجنوبي الشرقي قبل أن يخفيه بزوغ الفجر. ومع مرور الأسابيع، سيتقدم ظهوره ليصبح مشاهدًا أيضًا في سماء المساء مع اقترابه من التقابل.

وختم بالقول: “سيكون كوكب الأرض بين أورانوس والشمس يوم 21 نوفمبر 2025، وهو موعد تقابل أورانوس، حيث يشرق الكوكب مع غروب الشمس ويظل مرصودًا طوال الليل حتى شروق شمس اليوم التالي. وتعتبر هذه الفترة هي الأفضل خلال العام لرصد أورانوس بشكل واضح”.
​​​​