الرياض تتصدر خريطة التأهيل الطبي بـ 372 ألف زيارة.. والأحساء ثانياً

كشفت بيانات رسمية عن تسجيل وزارة الصحة ما يزيد عن 1,67 مليون زيارة لمراكز وإدارات التأهيل الطبي التابعة لها خلال عام 2023، في مؤشر يعكس نمواً ملحوظاً في الوعي المجتمعي بأهمية الرعاية التأهيلية المتخصصة، ويعكس حجم الطلب المتزايد على هذه الخدمات الحيوية في مختلف مناطق المملكة.

وأظهرت الإحصائيات، التي حصلت عليها ”اليوم“، أن قسم العلاج الطبيعي قد تصدر قائمة الخدمات الأكثر طلباً، حيث استقبل وحده 1,174,959 زيارة، وهو ما يشكل قرابة 70% من إجمالي الزيارات.

إقبال على التأهيل الطبي

وإلى جانب العلاج الطبيعي، شهدت الأقسام الأخرى إقبالاً كبيراً، حيث سجل العلاج المهني 92,791 زيارة، متبوعاً بأقسام علاج السمع والنطق التي استقبلت 68,210 مراجعاً، فيما بلغت زيارات أقسام الأطراف الاصطناعية والمساعدات الطبية 58,325 زيارة، مما يبرز شمولية منظومة التأهيل التي تقدمها الوزارة.

وعلى مستوى التوزيع الجغرافي للخدمات، جاءت منطقة الرياض في المقدمة باستقبالها 372,622 زيارة، وهو ما ينسجم مع كثافتها السكانية وتمركز الخدمات الطبية المتقدمة بها. وحلت منطقة الأحساء في المرتبة الثانية بعدد 182,904 زيارات، تلتها الطائف مباشرة بواقع 171,136 زيارة، مما يظهر اتساع نطاق الخدمات وتوزعها في مختلف أنحاء البلاد.

وفي هذا السياق، أكد استشاري طب الأسرة والمجتمع، الدكتور محمد بكر قانديه، أن هذا الرقم الكبير لا يمثل مجرد إحصائية، بل يعد إنجازاً نوعياً ودليلاً على نجاح جهود وزارة الصحة في تطوير خدمات التأهيل وتسهيل وصولها لمختلف شرائح المجتمع، من الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة.

بيئة علاجية متكاملة

وأوضح قانديه، أن هذا الإقبال المتزايد هو ثمرة لتنامي الوعي الصحي لدى الأفراد والأسر بأهمية التدخل التأهيلي المبكر والمتخصص، مشيراً إلى أن هذه الأرقام الضخمة تترجم إلى قصص نجاح واقعية لمستفيدين تمكنوا من استعادة قدراتهم الوظيفية والاندماج مجدداً في حياتهم الطبيعية بفاعلية.

وربط بين هذا النمو في الطلب وبين التحديات الصحية المرتبطة بنمط الحياة المعاصر، مثل قلة النشاط البدني وانتشار الأمراض المزمنة، مؤكداً أن مراكز التأهيل لم تعد تقتصر على العلاج الجسدي، بل أصبحت بيئة علاجية متكاملة تقدم الدعم النفسي والاجتماعي، لتمكين المستفيدين من تحقيق أفضل جودة حياة ممكنة.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن هذه الإنجازات تتماشى بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى بناء قطاع صحي قوي يركز على جودة الخدمات والوقاية، بما يضمن بناء مجتمع أكثر صحة وإنتاجية.