فلكية جدة: السبت ليلة مثالية لرصد تضاريس سطح القمر

تتجه أنظار العالم وهواة الفلك في المملكة مساء غدٍ السبت، صوب السماء للمشاركة في ”الليلة الدولية لرصد القمر“، وهي مبادرة عالمية ترعاها وكالة الفضاء الأمريكية ”ناسا“ بهدف تعميق ارتباط الجمهور بالقمر وتشجيعهم على تأمل تفاصيله الفريدة.

رؤية سطح القمر

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذه الليلة تمثل فرصة مثالية للرصد الفلكي، حيث سيكون القمر في طور ”الأحدب المتزايد“.

وشرح أن هذا الطور يسمح برؤية معظم سطح القمر مضاءً، فيما تسقط أشعة الشمس بزاوية مائلة تبرز تضاريسه من فوهات وجبال بظلال طويلة وواضحة، مما يوفر مشهداً أكثر تفصيلاً مقارنة بليالي البدر المكتمل التي تكون فيها الإضاءة عمودية.

وأضاف أبو زاهرة أن توقيت ظهور القمر، الذي سيشرق قبيل غروب الشمس بقليل، سيتيح للمراقبين فرصة نادرة لمشاهدته وهو يزين أفق الشفق بألوانه الساحرة.

أبرز الفعاليات

وأشار إلى أن الفعاليات المصاحبة لهذه الليلة العالمية ستتضمن ورش عمل تعليمية لشرح كيفية تكون الفوهات القمرية بفعل اصطدام النيازك عبر مليارات السنين، بالإضافة إلى أنشطة توعوية حول أهمية مكافحة التلوث الضوئي لتحسين جودة الأرصاد الفلكية.

وبيّن أن سطح القمر يُعد سجلاً تاريخياً محفوظاً للكون، فهو يفتقر إلى غلاف جوي وعوامل التعرية والنشاط الجيولوجي، مما جعل تضاريسه ثابتة منذ نشأته.

وأشار إلى أن البقع الداكنة التي نراها ما هي إلا سهول ناجمة عن تدفقات بركانية ضخمة حدثت في الماضي السحيق، وهي التي ألهمت الثقافات البشرية لتنسج حولها الأساطير والرموز.

تكون القمر وبعده عن الأرض

وتطرق أبو زاهرة إلى النظرية العلمية الأبرز حول نشأة القمر، والتي تفيد بأنه تكوّن نتيجة اصطدام عنيف بين الأرض وجرم سماوي بحجم المريخ في بدايات النظام الشمسي.

وأوضح أن القمر كان أقرب بكثير إلى الأرض في الماضي، وهو يبتعد عنها تدريجياً بمعدل 3,5 سنتيمتر سنوياً، وهو ما تم قياسه بدقة باستخدام المرايا العاكسة التي تركها رواد فضاء مهمات ”أبولو“.

وأكد أن هذه الليلة لن تكون مجرد فرصة لرؤية جرم سماوي، بل هي تجربة علمية وثقافية متكاملة تعيد ربط الإنسان بسماء الليل وتفتح نافذة للتأمل في التاريخ العميق للأرض والقمر ومستقبل استكشاف الفضاء.