من سيئول.. المملكة تقود حوارًا عالميًا حول مستقبل الترجمة والذكاء الاصطناعي
وافتتح الملتقى الذي أقيم بجامعة هانكوك المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة رئيس أمناء جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة المكلف فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، والذي يشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين المتخصصين في الترجمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وألقى الأستاذ فيصل بن معمر، كلمة افتتاحية وجه فيها الشكر إلى رئيس جامعة هانكوك البروفيسور يونغ وون بارك والحضور الكرام، أشار فيها إلى مبادرات المملكة الثقافية والمعرفية؛ وأن المملكة تضع الترجمة والابتكار في صميم رؤيتها للنهضة الثقافية والتنموية، مؤمنةً بأن رحابة الآفاق لا تحدّها لغة، وأن أعظم استثمار هو في العقول اليقِظة التي تلتقط الجديد؛ فتُحوّله إلى فرصٍ تصنع الفارق.
وأشار ابن معمر إلى أن الملتقى ساحة حوار مفتوح لاستكشاف آفاق الذكاء الاصطناعي ورسم ملامح مستقبل الترجمة في قلب التحولات الرقمية، ونأمل أن يحمل هذا الملتقى أفكارًا خلّاقة، وأن يكون فضاءً رحبًا للحوار البناء والتبادل المعرفي بين مختلف التخصصات والخبرات، موجها الشكر لجميع المحاضرين والخبراء والمشاركين كما وجه الشكر إلى جامعة هانكوك العريقة، على استضافتها الكريمة واحتضانها لهذا الملتقى، وإلى سفارة المملكة العربية السعودية في جمهورية كوريا على تعاونها البنّاء ودعمها المخلص.
وفي كلمة رئيس جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية يونغ بارك قال إنه لشرف عظيم أن أرحب بكم في هذا المنتدى الأكاديمي الهادف، الذي يُعقد هنا في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في سيئول، وذلك كجزء من حفل توزيع جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية الحادية عشرة للترجمة، وأود أن أنوّه بالدور المتميز لمكتبة الملك عبد العزيز العامة في المملكة العربية السعودية، التي تأسست في الرياض عام 1985، ونمت لتصبح مؤسسة ثقافية وفكرية رائدة، تعمل على حفظ التراث العربي والإسلامي مع تطوير البحث العلمي العالمي ودعم الترجمة والبحث والتبادل الثقافي.
إن تفانيها يمثل الأساس للمناقشات الهادفة التي نجريها اليوم. وبالنسبة لجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية «HUFS»، فإنه لشرف عميق أن تنضم إلى مثل هذه المؤسسة المرموقة في استضافة هذا المنتدى الأكاديمي.
واختتم يونغ بارك: معاً، نتناول الموضوع الذي جاء في وقته وهو ”الترجمة والذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات“، ونبحث كيف تتحول الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تعمل التقنيات الجديدة على توسيع نطاق الوصول إلى المعرفة ودعم المترجمين، بينما تثير في الوقت نفسه تساؤلات أخلاقية ومهنية بالغة الأهمية.
ذكاء اصطناعي وتقنيات ناشئة
وتحدثت دكتورة هي. وون بيك «ليلى بيك» من جامعة هانكوك ببحث عن: الترجمة بين الآلة والإنسان: نحو إدارة فعالة تعزز أداء المترجم، حيث هدفت الباحثة إلى وضع تصورات جديدة عن طريقة التدريس للترجمة الأدبية والإنسانية للطلاب استنادًا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي، وتشير إلى كل التفاصيل حول الترجمة الأدبية والإنسانية الكورية – العربية.
كما تحدثت د. بثينة محمد الثويني عضو اللجنة العلمية بالجائزة في عنوان: من يملك النص المترجم؟ القضايا الأخلاقية في عصر الذكاء الاصطناعي، ورأت أن أدوات الذكاء الاصطناعي خلقت آفاقًا رحبة في ميادين الترجمة، إذ منحت فرصًا استثنائية على صعيد الكفاءة والابتكار، فهذه الأدوات قادرة على معالجة كمّ هائل من النصوص بسرعة ودقة لافتتين، بالإضافة إلى توفير دعم مباشر للمترجم وبنقرة واحدة فقط، لكن هناك تحديان في هذا المجال، كما توضح الباحثة، هما البعدان الأخلاقي والقانوني وحقوق الملكية الفكرية، وحقوق المترجمين، ذلك لأن إساءة استخدام الترجمات المولّدة آليا يفتح الباب أمام تساؤلات أخلاقية عميقة، ويبرز الحاجة الماسة إلى إطار قانوني دولي متكامل يضمن حقوق الملكية الفكرية للمحتوى المترجم.
تطبيقات واستراتيجيات
فيما حمل الموضوع الثاني عنوان: «من التقنيات إلى القيم: استراتيجيات ومحددات الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي» وتحدث عنه د. محمد الديداوي رئيس قسم الترجمة العربية في الأمم المتحدة سابقا، إذ بيّن أنّ الترجمة الاصطناعية وليدة الذكاء الاصطناعي، كما أنّ اصطناع الترجمة يدخل في سياق التطور التكنولوجي المتسارع الذي يفرضه طغيان الحاسوب، ورجحان الاعتبارات الاقتصادية والتجارية، ومن المشاكل المطروحة، فيما يرى الدكتور الديداوي، المعادلة بين الصنعة والتصنّع، مع ذلك هناك فتوحات وتطبيقات كثيرة متطورة في مضمار الترجمة.
ويعد الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة اليوم جزءًا من مجالات متعددة، بما فيها الترجمة، إذ تؤثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على كيفية عمل المترجمين، بما توفره من أدوات مبتكرة تسهم في تحسين الكفاءة والدقة، وتثير هذه التقنيات كذلك قضايا لغوية وثقافية ومهنية وتقنية وأخلاقية.
جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.