فلكية جدة: بقع شمسية نشطة تُطلق توهجات قوية واحتمال عواصف جيومغناطيسية

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، إن الشمس تشهد خلال هذه الأيام نشاطاً ملحوظاً مع بروز بقع شمسية نشطة انتقلت من الجهة الخلفية غير المرئية إلى الواجهة المقابلة للأرض، ما يزيد من احتمال تأثيرها المباشر على كوكبنا.

وأوضح أبو زاهرة أن هذه البقع كانت قد أطلقت الأسبوع الماضي عدة انبعاثات كتلية إكليلية باتجاه الفضاء، أما اليوم فقد بدأت بالظهور إلى جهة الأرض، الأمر الذي يجعل مراقبتها أكثر أهمية.

توهجات قوية

وأشار إلى أن من أبرز هذه البقع المجموعة النشطة 4197، التي تُظهر بنية معقدة للغاية، تُعد مؤشراً واضحاً على احتمالية نشوء توهجات قوية.

وسجلت بالفعل توهجاً من الفئة M4.5، وهو من التوهجات المتوسطة الشدة، إلا أن خصائص هذه المجموعة توحي بأن حدوث توهج أقوى من الفئة X خلال هذا الأسبوع أمر غير مستبعد.

اضطرابات في شبكات الاتصالات

وبيّن أبو زاهرة أن التوهجات الشمسية القوية يمكن أن تُحدث، في حال كانت موجهة نحو الأرض، عواصف جيومغناطيسية نتيجة وصول سحب من الجسيمات المشحونة إلى الغلاف المغناطيسي للكوكب. مثل هذه العواصف قد تُحدث اضطرابات في شبكات الاتصالات والأقمار الصناعية، لكنها في الوقت نفسه تتيح فرصة لهواة الفلك في بعض مناطق العالم لرصد ظاهرة الشفق القطبي بألوانه الخلابة.

وأكد أن العلماء يتابعون هذه التطورات من خلال مراصد شمسية أرضية وأخرى فضائية مثل مرصد ديناميكا الشمس التابع لوكالة ناسا، لرصد أي نشاط جديد وتقدير احتمالية التوهجات المقبلة.

وأضاف أن هذه الظواهر تعكس الدورة الطبيعية لنشاط الشمس التي تبلغ ذروتها كل 11 عاماً تقريباً. ومع اقترابنا من الذروة في الدورة الحالية، يتوقع أن تصبح مثل هذه الأحداث أكثر شيوعاً خلال الأشهر القادمة، مما يجعل المراقبة المستمرة للنشاط الشمسي مسألة بالغة الأهمية.

وختم أبو زاهرة حديثه قائلاً: “إن ما نشهده اليوم يذكرنا بأن الشمس ليست مجرد مصدر للدفء والضوء، بل نظام ديناميكي نشط تتغير حالته باستمرار، وما نرصده من بقع وتوهجات هو جزء من هذه الدورة الكونية المنتظمة”.