عاجل: تهدد الإنسان والحيوان.. كيف تصدت السعودية لخطر “الدودة الحلزونية”؟
بعد الإعلان عن اكتشاف أول حالة إصابة بالدودة الحلزونية آكلة لحوم الماشية في الولايات المتحدة، أكد الطبيب البيطري حزام القحطاني أن هذه الطفيليات الحشرية تُعد من أخطر ما يهدد الإنسان والحيوان على حد سواء، نظرًا لقدرتها على إصابة الأنسجة الحية والتكاثر السريع في البيئات الرطبة والحارة.
وقال القحطاني: “خطورة الدودة الحلزونية تكمن في أن إناث الذبابة تضع بيضها على جروح الكائنات الحية أو في الأغشية المخاطية كالأنف والفم والعينين، لتفقس لاحقًا يرقات بيضاء تتغذى مباشرة على الأنسجة الحية، مسببةً جروحًا نخرية قد تفضي إلى الوفاة في حال إهمال العلاج”.
وشدد على أن انتقالها لا يقتصر على الحيوانات، بل يمكن أن تطال الإنسان من خلال الجروح المكشوفة أو التعامل المباشر مع ماشية مصابة.
الدودة الحلزونية في السعودية
واستعاد القحطاني التجربة السعودية مع هذه الآفة، حيث سجلت أول إصابة بها في مناطق الجنوب عام 1990م، خاصة في عسير وجازان والباحة، بسبب استيراد حيوانات مصابة من الخارج.
وأوضح أن المناخ الحار والرطب ساعد حينها على انتشارها بسرعة، مما جعلها تهديدًا مباشرًا للثروة الحيوانية والأمن الغذائي والصحة العامة.
وبيّن القحطاني أن الدودة تنتقل أساسًا عبر الجروح المكشوفة، أو من خلال الأغشية المخاطية، إضافة إلى انتقالها بين الحيوانات في الحظائر أو عبر الاستيراد.
أما الأعراض فتتمثل في جروح متقرحة ذات رائحة كريهة وخروج يرقات بيضاء من مكان الإصابة، إضافة إلى فقدان الوزن وضعف الحيوان، فيما قد تؤدي الحالات الشديدة إلى الوفاة إن لم تُعالج.
طرق العلاج والوقاية
وأشار القحطاني إلى أن العلاج يعتمد على التدخل المبكر باستخراج اليرقات وتنظيف الجروح، بجانب استخدام مضادات الطفيليات مثل “إيفرمكتين” و”دورامكتين”، إضافة إلى المضادات الحيوية لمنع العدوى البكتيرية الثانوية.
وفي جانب الوقاية شدد على أهمية العناية بالجروح وتنظيفها، واستخدام المطهرات، وتوفير الحماية في الحظائر عبر المبيدات والشباك الواقية، إضافة إلى الحجر البيطري الصارم عند الاستيراد.
وكشف القحطاني أن المملكة أدركت مبكرًا خطورة الموقف، فأطلقت برنامجًا وطنيًا لمكافحة الدودة الحلزونية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، وتم تطبيق تقنية إطلاق الذكور العقيمة (SIT)، حيث جرى إنتاج ملايين الذكور المعقمة وإطلاقها في البيئة، ما أدى إلى انقراض الذبابة خلال أقل من عقد.
التجربة السعودية
وأضاف القحطاني: “في عام 1999م أعلنت المملكة خلوها التام من الدودة الحلزونية، لتصبح تجربتها نموذجًا عالميًا يحتذى به في مكافحة الآفات باستخدام الحلول العلمية الحديثة”.
وشدد على أن هذا النجاح يعكس وعي المملكة بأهمية الصحة البيطرية والأمن الغذائي.
وختم القحطاني حديثه بالتأكيد على أن المملكة لا تزال متأهبة عبر برامج الرصد والمراقبة لمنع عودة هذه الآفة، معتبرًا أن التجربة السعودية درسًا في قيمة التعاون الدولي وأهمية الحلول البيولوجية في حماية الإنسان والحيوان من الأمراض الفتاكة.
جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.