عن 88 عامًا.. الموت يغيب “القاضي الرحيم” فرانك كابريو

توفي القاضي الأمريكي فرانك كابريو، المعروف عالميًا بلقب “القاضي الرحيم”، مساء الأربعاء عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع سرطان البنكرياس.
وأكد حسابه الرسمي خبر الوفاة الذي هز ملايين المتابعين في العالم، بعد أيام من نشره رسالة مؤثرة ناشدهم فيها الدعاء له من سرير المستشفى.

على مدى 4 عقود، جمع كابريو بين القانون والرحمة، وجعل من قاعة المحكمة منصة للإنسانية، إذ اشتهر بأحكامه المخففة التي تراعي الظروف الإنسانية، خصوصًا في قضايا المرور، ما منحه لقب “أطيب قاض في العالم”.

26 مليون متابع

حظي القاضي الراحل بشهرة واسعة من خلال برنامجه التليفزيوني “Caught in Providence”، الذي بث في أكثر من 200 محطة أمريكية، ورُشح 4 مرات لجوائز “Daytime Emmy”.
كما حصد انتشارًا غير مسبوق عبر الإنترنت، إذ تابع حساباته أكثر من 26 مليون شخص، وتجاوزت مشاهدات مقاطعه 10 مليارات في العالم.

القانون بلا إنسانية يفقد معناه

لم يكن كابريو مجرد قاضٍ، بل رمزًا للعدالة الرحيمة التي يرى أصحابها أن القانون بلا إنسانية يفقد معناه.
ومن أبرز مواقفه التي خلدها الناس إعفاؤه آباء وأمهات من الغرامات مراعاة لظروفهم، وتعاطفه مع مسنين ومرضى وأطفال، فبقيت ابتسامته وجملته الشهيرة “الرحمة جزء من العدالة” علامة فارقة في ذاكرة الملايين.

رحل القاضي كابريو تاركا إرثًا إنسانيًا مضيئًا سيبقى حاضرا في وجدان كل من آمن بأن العدالة الحقيقية لا تُقاس بصرامة القوانين فقط، بل بقدرتها على احتواء الضعف الإنساني.

الرسالة الأخيرة

وقبل رحيله بأيام، نشر القاضي كابريو مقطع فيديو مؤثرا من سرير المستشفى، كشف فيه عن تدهور حالته الصحية جراء إصابته بسرطان البنكرياس، قائلًا: “أنا مؤمن بشدة بقوة الدعاء، وأطلب منكم أن تذكروني في صلواتكم”، في نداء حظي بتفاعل واسع من ملايين المتابعين في العالم.
وكان القاضي أعلن في وقت سابق إصابته بالمرض الخبيث، مؤكدًا أنه سيواصل العلاج بشجاعة، لكنه شدد على أن دعم الناس وصلواتهم كانت بالنسبة له “أقوى دواء”.