زيلينسكي: محادثات برلين تحقق تقدمًا حقيقيًا في الضمانات الأمنية لأوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المحادثات التي أجراها في برلين مع موفدين أمريكيين بشأن تسوية محتملة للنزاع مع روسيا كانت “غير سهلة”، لكنها أسفرت عن تقدم حقيقي في ملف الضمانات الأمنية، في وقت اقترح فيه قادة أوروبيون نشر قوة متعددة الجنسيات بقيادة أوروبية لدعم أوكرانيا.
وأجرى زيلينسكي لليوم الثاني على التوالي مباحثات مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي، في إطار مساعٍ للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي اندلعت مع الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، استنادًا إلى مقترح قدمته واشنطن.
وأوضح زيلينسكي أن تقدمًا أُحرز في ما يتعلق بالضمانات الأمنية، لكنه أقر باستمرار الخلافات مع الجانب الأمريكي بشأن مسألة الأراضي، قائلاً: “هناك قضايا معقدة، وخصوصًا المتصلة بالأراضي، مواقفنا لا تزال مختلفة”.
ويأتي ذلك في ظل ضغوط أمريكية تطالب كييف بتنازلات إقليمية، وهو ما ترفضه القيادة الأوكرانية.

ضمانات قانونية ومادية كبرى

وأبدى المستشار الألماني فريدريش ميرتس تفاؤلًا بإمكان تحقيق عملية سلام حقيقية، مُرحبًا بما وصفه بعرض أمريكي يتضمن ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، ومؤكدًا أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مدعومًا بضمانات قانونية ومادية كبرى من الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي تطور لافت، اقترح قادة الدول الأوروبية الكبرى والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك صدر في برلين، نشر قوة متعددة الجنسيات في أوكرانيا بقيادة أوروبية، وبإسهامات من دول متطوعة، على أن تحظى بدعم أمريكي. وأشار البيان إلى أن هذه القوة قد يصل عديدها إلى نحو 800 ألف عنصر، وستتولى، بإشراف أمريكي، مراقبة وقف إطلاق النار والتحقق من الالتزام به، مع دعوة روسيا إلى القبول بوقف فوري للأعمال القتالية.

محادثات إيجابية في برلين

وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيجري اتصالًا هاتفيًا لاحقًا مع زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين المجتمعين في برلين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى قادة أوروبيين آخرين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ورئيسة المفوضية الأوروبية.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن المحادثات في برلين كانت إيجابية، مشيرين إلى أن الاتفاق المطروح يتضمن ضمانات أمنية قوية للغاية شبيهة بالمادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، لكن من دون انضمام أوكرانيا رسميًا إلى الحلف.
وأوضحوا أن هذه الضمانات مطروحة الآن لكنها لن تبقى إلى أجل غير مسمى.

شروط موسكو

في المقابل، تتمسك موسكو بشروطها، وعلى رأسها تنازل أوكرانيا عن أراضٍ ووقف مساعيها للانضمام إلى الناتو.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تنتظر من واشنطن إطلاعها على المفهوم الذي تجري مناقشته في برلين.
وأكد ميرتس في ختام مواقفه، أن دعم أوكرانيا سيستمر في مواجهة ما وصفه بـ”الهجوم الإجرامي” الروسي، مشددًا على أن “مصير أوكرانيا هو مصير أوروبا بأسرها”، وأن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا بوجود أوكرانيا حرة وقادرة على الدفاع عن نفسها.