هل تتسبب رسالة ترامب في فشل المفاوضات التجارية مع أوروبا؟

قبل تسلم الاتحاد الأوروبي رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية جديدة، كان مسؤولوه يشعرون بالتفاؤل، وأشار عدد من الدبلوماسيين إلى أن الاتفاق بات وشيكًا، وأشادوا بجهود كبير المفاوضين ماروش شيفتشوفيتش.

لكن هذا التفاؤل تبدد سريعًا، بعد أن وجه دونالد ترامب تهديدًا علنيًا برفع الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية من 10% إلى 30%، ما لم يُتوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس.

خطوط عريضة لاتفاق تجاري

خلال جلسات خاصة، استعرضت المفوضية الأوروبية ملامح اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة. ورجح المفاوضون الأوروبيون أن تبقى الرسوم عند مستوى 10%، مع استثناءات مهمة لقطاعات مثل صناعة الطيران.

لكن المفاجأة جاءت يوم السبت، عندما أكدت واشنطن قرارها الجديد، في خطوة وُصفت بأنها “ضربة غير متوقعة” لمسار التفاوض.

وأعرب وزير التجارة الفنلندي فيلي تافيو عن صدمته قائلًا: “فوجئت بالطبع، لأن الأجواء كانت إيجابية خلال الأسبوع”.

وأشار إلى أن الإعلانات الأمريكية كانت عفوية، مشددًا على ضرورة إعادة التقييم داخل بروكسل.

أما في المجر، فقد علم بعض المسؤولين بخطوة ترامب من خلال منشور على مواقع التواصل، وعلق ليفينتي ماغيار، نائب وزير التجارة، بأن الرئيس الأمريكي سبق ووجه “رسائل مماثلة إلى جميع شركائه الكبار”.

رسوم جديدة وترقب أوروبي

سبق أن أعلن ترامب رسومًا أعلى على واردات من اليابان وكوريا الجنوبية وعدة دول أخرى، تراوحت بين 25% و40%. في هذا السياق، وعدّ الاتحاد الأوروبي نفسه خارج نطاق التصعيد، حتى تسلم الرسالة المفاجئة.
وأكد أولوف جيل المتحدث باسم مفوض الشؤون التجارية، أن الاتحاد الأوروبي كان “على أتم الاستعداد لإبرام الاتفاق”، وأن المفاوضات كانت تسير في الاتجاه الصحيح.

وسادت حالة من الارتباك بعد أن تناقضت التصريحات الأمريكية، بعض المسؤولين أبلغوا الأوروبيين بأنه لا رسالة أخرى مقبلة، بينما أكد آخرون أن مسودة الاتفاق وُضعت على طاولة ترامب.

ومع اقتراب موعد انتهاء المهلة (1 أغسطس)، ازدادت التوقعات بأن الاتفاق سيُعلن قريبًا، لكن التهديد الأخير بتطبيق رسوم جمركية بنسبة 30% يثير الشكوك مجددًا بشأن جدية النوايا الأمريكية.

الخيارات الأوروبية: الرد بالمثل

كرد فعل محتمل، قدمت المفوضية الأوروبية للدول الـ27 لائحة برسوم على سلع أمريكية تصل قيمتها إلى 72 مليار يورو، هذه الخطوة جاءت كخطة بديلة إذا ما قررت واشنطن تنفيذ تهديداتها.

وفي أحدث تصريحاته، قال ماروش شيفتشوفيتش إن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع إدارة ترامب للوصول إلى اتفاق قبل الموعد النهائي.

وأضاف: “نمنح الأولوية للحلول المتفاوض عليها، وسأتحدث مع نظرائي الأمريكيين لاحقًا اليوم”.