الجميع خاسرون.. أبرز ردود الفعل العالمية على الرسوم الجمركية الأمريكية

صدرت العديد من ردود الفعل على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء على واردات بلاده من دول العالم أجمع، ولا سيما من الصين والاتحاد الأوروبي.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن الرسوم الجديدة تشكل ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي، وأبدت أسفها العميق للقرار، قائلة إن الأوروبيين مستعدون للرد، ويعملون على حزمة جديدة من التدابير المضادة في حال فشل المفاوضات مع الإدارة الأمريكية.

كارثة للجميع

وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو إن الرسوم تشكل كارثة لأوروبا وأيضا للولايات المتحدة.

وأضاف أن “هذا القرار هو كارثة لعالم الاقتصاد، وأنه يمثل صعوبة بالغة لأوروبا، وكارثة أيضًا بالنسبة الى الولايات المتحدة والمواطنين الأمريكيين”.

أما المستشار الألماني أولاف شولتس، فأشار إلى أن الرسوم خاطئة جوهريًا، فيما حذرت برلين من أن الاتحاد الأوروبي قد يرد باستهداف شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة.

وقال شولتس في مؤتمر صحفي: “هذا هجوم على نظام تجاري حقق ازدهارًا في أنحاء العالم، نظام تجاري هو في جوهره ثمرة جهود أمريكية”.

أفضل اتفاق لبريطانيا

واعترف رئيس الوزراء كير ستارمر بأن الرسوم الجمركية الأمريكية سيكون لها تأثير على الاقتصاد البريطاني.

وقال زعيم حزب العمال: “اليوم سأتصرف بما يخدم مصالح بريطانيا بموجب التفويض المعطى لي، فالمفاوضات التجارية ستستمر مع إدارة دونالد ترامب، وسنناضل من أجل أفضل اتفاق لبريطانيا.

وأكد أنه “لا أحد ينتصر في حرب تجارية”، متعهدًا بالرد بعقلانية وهدوء ورزانة.

هجوم أحادي الجانب

أما رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز فأوضح أن الرسوم تُعد هجومًا أحادي الجانب من الولايات المتحدة على أوروبا.

ورأى رئيس الوزراء الاشتراكي أن الإجراءات الأمريكية تشكل عودة الى حمائية القرن التاسع عشر، وهي في رأيي ليست طريقة ذكية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وذلك خلال إعلانه حزمة تصل قيمتها الى 14,1 مليار يورو لدعم القطاعات الإسبانية المتضررة من الرسوم الجديدة.
وكتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على منصة إكس: “الصداقة تعني الشراكة، الشراكة تعني تعرفات متبادلة”، مشيرًا إلى أنه “من الضروري اتخاذ قرارات مناسبة”.

ردود قوية ومتناسبة

وقال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن: “الجميع استفادوا من التجارة العالمية، لا أفهم لماذا تريد الولايات المتحدة شن حرب تجارية على أوروبا، لا أحد ينتصر، الجميع خاسرون، أوروبا ستبقى موحدة، وأوروبا ستقدم ردودًا قوية ومتناسبة”.

وأعرب رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن عن أسفه الشديد لفرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 20% على واردات بلاده من الاتحاد الأوروبي، داعيًا الدول الـ27 الأعضاء في التكتل إلى الرد على واشنطن بطريقة متناسبة.

إجراء سيئ

وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن رسوم ترامب إجراء سيئ، محذرة من أن اندلاع حرب تجارية لن يؤدي إلا إلى إضعاف الغرب.

وقالت ميلوني في بيان: إن “فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على الاتحاد الأوروبي إجراء أعدّه خاطئًا ولا يصب في مصلحة أي من الطرفين، وسنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية ستؤدي حتمًا لإضعاف الغرب لصالح جهات فاعلة عالمية أخرى”.

وفي سويسرا، أكدت الرئيسة كارين كيلر-سوتر التي فرض ترامب على بلادها رسومًا جمركية بنسبة 31% أن “المصالح الاقتصادية الطويلة الأمد للبلاد تشكل الأولوية”.

وأشارت إلى أن “احترام القانون الدولي والتجارة الحرة أمران أساسيان”، لافتة إلى أن برن “ستحدد بسرعة ما سيأتي بعد ذلك”.

الصين تعارض بشدة

وفي آسيا، أعلنت الصين اليوم الخميس، أنها “تعارض بشدة” الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، متعهدة باتخاذ تدابير مضادة لحماية حقوقها ومصالحها.

وقالت وزارة التجارة في بكين في بيان: الرسوم الجمركية الأمريكية “لا تتوافق مع قواعد التجارة الدولية، وتضر بشكل خطير بحقوق الأطراف المعنيين وبمصالحهم المشروعة”.

ودعت الولايات المتحدة إلى إلغاء التعريفات الجمركية الأحادية الجانب فورًا، وحل الخلافات مع شركائها التجاريين بشكل سليم من خلال حوار منصف.

انتهاك القواعد التجارية

وفي كوريا الجنوبية، أعرب الرئيس بالإنابة هان داك سو عن أسفه لأن حرب الرسوم الجمركية العالمية أصبحت حقيقة، متعهدًا باستخدام جميع موارد الحكومة للتغلب على الأزمة التجارية.

كما حذرت اليابان الخميس من أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب قد تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية والمعاهدة التجارية المبرمة بين البلدين.

وأعلن وزير التجارة والصناعة الياباني يوجي موتو الخميس، أن طوكيو أبلغت واشنطن بأن الرسوم الجمركية هي إجراء مؤسف جدًا.

خطة قوية في تايلاند

وأعلنت رئيسة الوزراء التايلاندية بايتونغتارن شيناواترا الخميس، أن بلادها لديها خطة قوية للتعامل مع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على صادراتها، مؤكدة أن بانكوك تأمل بأن تنجح عبر التفاوض في خفض هذه التعرفات الباهظة البالغة نسبتها 36%.

كما ردت وزارة التجارة الهندية قائلة إنها “تدرس يتمعن آثار مختلف الإجراءات بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسومًا بنسبة 26% على الصادرات من خامس أكبر اقتصاد في العالم”.

وأضافت الوزارة أنها “تدرس الفرص التي قد تنشأ نتيجة هذا التطور الجديد”، في إشارة محتملة إلى تضرر المنافسين الإقليميين بشكل أكبر.

ليس تصرفًا وديًا

وفي أستراليا، أعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي أن أستراليا لن ترد، لكنه قال إن “هذا ليس تصرفًا وديًا”.

وأضاف أن أستراليا، التي تعتمد ربع الوظائف فيها على التجارة، لا تفرض أي رسوم على الواردات الأمريكية، مشيرًا إلى أن رسوم ترامب “غير مبررة” وتقوض “علاقاتنا التجارية الحرة والعادلة”.

واردات جنوب إفريقيا

وفي جنوب إفريقيا، قال الرئيس سيريل رامابوزا إن الرسوم الجمركية الجديدة البالغة 30% على واردات جنوب إفريقيا تُثير القلق وتُؤكد الحاجة المُلحة إلى اتفاقية تجارية ثنائية جديدة.

وأضاف أن هذه الرسوم “تؤكد على ضرورة التفاوض على اتفاقية تجارة ثنائية جديدة ذات منفعة متبادلة مع الولايات المتحدة، كخطوة أساسية لضمان استقرار التجارة على المدى الطويل”.
والولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا.

كندا تتعهد بالرد

تعهد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الرد على رسوم ترامب، متوقعًا أنها “ستغير جذريا” التجارة الدولية.

وقال: “سنتصدى لهذه الرسوم الجمركية بإجراءات مضادة، فالرسوم على الصلب والألمنيوم والسيارات ستؤثر مباشرة على ملايين الكنديين”.

وأقر البرلمان البرازيلي قانونًا يجيز للحكومة اتخاذ إجراءات للرد على أي قيود تجارية تعرقل صادرات البلاد، بينما قالت حكومة الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إنها “تأسف للقرار الذي اتخذته الحكومة الأمريكية بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على كل الصادرات البرازيلية”.

وأضافت أنها “بصدد تقييم كل الإجراءات الممكنة لضمان المعاملة بالمثل في التجارة الثنائية، بما في ذلك اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية”.