فرق متخصصة وخطط سلامة.. استراتيجية ”التعليم“ لدعم الطلاب نفسياً وقت الأزمات

أطلقت وزارة التعليم دليلاً إرشادياً شاملاً ومبتكراً تحت عنوان ”دليل التوجيه وقت الأزمات“، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز المرونة النفسية للطلاب ورفع قدرتهم على مواجهة الظروف الصعبة والأحداث المفاجئة التي قد يتعرضون لها.

وتأتي هذه المبادرة تجسيداً لرؤية الوزارة التي تضع الطالب كمحور أساسي للعملية التعليمية والتربوية، وسعياً لتقديم رعاية تكاملية ومستدامة لشخصيته في كافة الجوانب.

ويهدف الدليل إلى تمكين المجتمع المدرسي، من إداريين ومعلمين وموجهين طلابيين، من التعامل الاحترافي مع الطلاب المتأثرين بالأزمات، والتي قد تشمل الكوارث الطبيعية كالزلازل والسيول، أو النزاعات والحروب، بالإضافة إلى الحوادث المرورية المروعة والأوبئة.

ويعرف الدليل الأزمة في السياق التعليمي بأنها حدث صادم ومؤلم وغير متوقع، يؤدي إلى اضطرابات سلوكية ومعرفية وعاطفية لدى الطالب، مؤكداً أن الأعراض الناتجة عنها هي استجابات مؤقتة يمكن تجاوزها بالدعم المناسب.

وتتجاوز المبادرة مجرد رد الفعل لتركز على الوقاية والتدخل المبكر والعلاج، حيث يصنف الدليل الأزمات المستهدفة إلى ثلاثة مستويات رئيسية: الأزمات الفردية، مثل تشخيص مرض خطير أو فقدان أحد الوالدين، والجماعية كالحوادث التي تطال مجموعة من الطلاب، والمجتمعية التي تؤثر على مدينة بأكملها مثل الفيضانات أو الأوبئة. ومن خلال هذا التصنيف، يقدم الدليل فهماً عميقاً لمراحل تطور الأزمة لدى الطالب، بدءاً من الصدمة والإنكار، مروراً بالغضب والحزن، وصولاً إلى مرحلة التكيف والتعافي.

وحدد الدليل أدواراً ومسؤوليات واضحة لكافة الأطراف المعنية. فعلى مستوى إدارة المدرسة، يتم تشكيل فريق متخصص لإدارة الأزمات، وتدريب المعلمين والطلاب على خطط الإخلاء والسلامة، وتوفير بيئة مدرسية داعمة. بينما يقوم المعلمون باحتواء الطلاب داخل الفصول، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم دون سخرية، في حين يتولى الموجه الطلابي حصر الحالات المتأثرة وتقديم جلسات العلاج الفردي والجماعي.

ويمتد نطاق الدليل ليشمل الأسرة، حيث يقدم توجيهات محددة للوالدين حول كيفية دعم أبنائهم، مثل تشجيعهم على الحديث عن مخاوفهم، وممارسة هواياتهم، مع التأكيد على أهمية أن يكون الوالدان قدوة في ضبط الانفعالات.

وقدم الدليل مجموعة من الإجراءات والتقنيات العلاجية المتقدمة التي يمكن للموجه الطلابي تطبيقها، مثل التنفيس الانفعالي لمساعدة الطالب على التعبير عن مشاعره، والتعديل المعرفي لتصحيح الأفكار السلبية، بالإضافة إلى تدريبات الاسترخاء لمواجهة القلق والتوتر.