راقبتهم 15عامًا.. كيف خططت إسرائيل لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين؟
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تفاصيل مثيرة عن خطة إسرائيلية بالغة السرية استهدفت القضاء على أكثر من 12 من كبار العلماء النوويين الإيرانيين في ضربة واحدة، ضمن ما سُمّي “حرب الأيام الـ12” بين إيران وإسرائيل.
الخطة التي وُصفت بأنها تتويج لخمسة عشر عامًا من التعقب والمراقبة الدقيقة، هدفت إلى توجيه ضربة قاصمة للعقول المحورية التي تقود مشروع إيران النووي.
وبحسب مصادر مطّلعة نقلت عنها الصحيفة، فإن إسرائيل كانت تراقب تحركات هؤلاء العلماء منذ عام 2003، أي بعد سنوات قليلة من اكتشاف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لأول خيوط البرنامج النووي الإيراني.
محاولة الاغتيال الأولي
وتصاعدت عمليات التتبع والمراقبة بشكل مكثف اعتبارًا من عام 2010، حين حاولت إسرائيل اغتيال عدد من العلماء، من بينهم فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الذي نجا آنذاك، قبل أن يلقى حتفه في الهجمات الأخيرة.
ضربات متزامنة بعقول مستهدفة
واستهدفت الضربات، التي نُفذت بعناية وتوقيت محسوب، مواقع سكنية لعلماء في طهران، إذ قُتل 9 علماء دفعة واحدة بهجوم صاروخي منسق، أعقبه مقتل 5 آخرين في ضربات تالية، وفق الصحيفة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن العدد الإجمالي للعلماء الذين جرى تصفيتهم قد يصل إلى 17، وذلك عبر طائرات مسيّرة وسيارات مفخخة وغارات جوية مباشرة.
من بين القتلى، برز اسم محمد مهدي ترانشي، أستاذ المتفجرات في جامعة بهشتي، والذي كان مسؤولًا عن تطوير الأنظمة التفجيرية للرؤوس النووية.
بالإضافة إلى سيد صديقي صابر، الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات أخيرًا على خلفية صلاته بالأنشطة النووية الإيرانية.
ضربة موجعة
وتعليقًا على أهمية هذه العملية، صرّح إريك بروير، المدير السابق للأمن القومي الأمريكي لشؤون منع الانتشار النووي، بأن فقدان هذه الكوادر دفعة واحدة يشكّل ضربة موجعة أكثر من فقدانهم تدريجيًا، نظرًا إلى أنهم يمثلون العمود الفقري التقني للمشروع النووي الإيراني.
وهذه الهجمات تُعد الأولى من نوعها منذ اغتيال محسن فخري زاده عام 2020، والذي وصفته إسرائيل آنذاك بـ”عرّاب البرنامج النووي العسكري الإيراني”، غير أن العمليات الجديدة تنطوي على توسع نوعي في قائمة الاستهداف، لتشمل هذه المرة طيفًا أوسع من العلماء المرتبطين بالاختبار والتطوير والتجميع الفعلي لرؤوس نووية.
علماء في صميم المشروع
المصادر الاستخباراتية أشارت إلى أن المستهدفين لعبوا أدوارًا جوهرية في اختبارات تفجير نووي وتطوير آليات التصغير للرؤوس الحربية، وهو ما يُعد إحدى المراحل النهائية في بناء سلاح نووي فعّال.
وبينما لا تزال طهران تلتزم الصمت الرسمي بشأن تفاصيل الضربات، تتحدث مصادر قريبة من الحكومة الإيرانية عن “خسارة بالغة”، من حيث الخبرات والقدرات التي يصعب تعويضها بسرعة، في ظل استمرار الحصار والتصعيد الأمني.
جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.