فيديو| بأناملها فقط.. حرفية تبتكر لغة فنية جديدة لرسم التراث بخيوط المكروميات

تمكنت الحرفية “ضحى أخضر” من تحويل فن ”المكرمية“ أو ”فن العُقدة“ العريق من مجرد حرفة يدوية تقليدية إلى وسيلة مبتكرة للتعبير الفني البصري، حيث تبتكر لوحات فنية معقدة تجسد التراث السعودي ومعالمه الأيقونية، معتمدةً على أناملها فقط كأداة وحيدة لإنجاز أعمالها.

في أسلوب فريد يُعد الأول من نوعه، طورت أخضر تقنية دقيقة تمكنها من ”الرسم بالخيوط“، حيث تقوم بعقد آلاف العُقد المزدوجة والمضغوطة من خيوط القطن لتشكيل صور ورسومات بالغة الدقة.

ومن أبرز أعمالها لوحات فنية تجسد الكعبة المشرفة، والجِمال الصحراوية، ونقوش السدو التراثية، بالإضافة إلى أعمال تحمل دلالات روحانية كلفظ الجلالة.

حرفة بسيطة وأعمال فنية مبهرة

وأوضحت الفنانة أخضر، أن هذا الابتكار يأتي ضمن مساهمتها في ”عام الحرف اليدوية 2025“، حيث سعت إلى تطوير الفن الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، حين كان البحارة يستخدمونه في صناعة شباك الصيد.

وأكدت أن جمال هذه الحرفة يكمن في بساطة مكوناتها، فهي لا تتطلب سوى الخيوط والأصابع لإنتاج قطع فنية متنوعة، بدءاً من المعلقات الجدارية والكراسي المعلقة، وصولاً إلى قطع صغيرة تحظى بشعبية واسعة مثل الميداليات والمسابح وفواحات السيارات.

ويتطلب إنجاز هذه الأعمال الفنية جهداً ووقتاً كبيرين؛ فالقطعة الكبيرة قد تستغرق أكثر من 60 ساعة عمل متواصلة، بينما تحتاج القطع الأصغر حجماً إلى ما بين 25 و30 ساعة. وتزداد مدة العمل مع زيادة عدد الألوان المستخدمة في اللوحة، حيث أن تقاطعات الخيوط وتداخلها تتطلب تركيزاً ومجهوداً مضاعفاً مقارنة بالأعمال التي تعتمد على لونين فقط.

وشمل إبداع ضحى أخضر على التفاعل المجتمعي والمشاركة في المبادرات التوعوية. فخلال الفعاليات المخصصة لشهر أكتوبر الوردي للتوعية بسرطان الثدي التي نظمتها جمعية ”أمل“ لمكافحة السرطان في محافظة القطيف، قدمت عرضاً حياً لصناعة قطعة فنية تحمل شعار الحملة، وأتاحت الفرصة لأكثر من 50 زائراً للتعرف على أساسيات هذا الفن وتجربة تطبيقه بأنفسهم، مما لاقى تفاعلاً وإقبالاً كبيراً من الجمهور الذي أبدى إعجابه الشديد بهذا الدمج بين الفن الأصيل والرسائل المجتمعية الهادفة.