بعد زيارة ولي العهد وترامب.. “اليوم” تقف على حي طريف وترصد قصة مدينة الملوك

في قلب المملكة العربية السعودية، حيث تهمس الرمال بأسرار الدولة السعودية الأولى، تقف الدرعية شامخةً بجذورها الممتدة في أعماق التاريخ، وتروي للعالم قصة تأسيسٍ وإرادة.

وفي وسط هذه المدينة التاريخية، يبرز حي طريف كجوهرة معمارية وروحية، تحكي قصص الملوك والبطولات، بينما يحتضن متحف شجرة العائلة ذاكرةً حيّةً لآل سعود، تحفر أسماءهم في وجدان كل زائر.

يُعد حي طريف القلب التاريخي النابض لمدينة الدرعية، وهو الموقع الذي انطلقت منه الدولة السعودية الأولى حيث يقع الحي على ضفاف وادي حنيفة، وقد أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 2010.

يتميز بطرازه المعماري النجدي التقليدي، الذي يُظهر عبقرية البناء في بيئة صحراوية، حيث القصور، والمساجد، والمجالس، والأسواق، لا تزال تحكي فصولًا من الزمن الأول، فهي ليست مدينة من طين، بل قلعة من إرث، ومتحف من عزيمة، ومستقبل من نور ومن أبرز معالمه: (قصر سلوى: أكبر مباني الحي، وكان مقرًّا لحكم الدولة السعودية الأولى – مسجد الإمام محمد بن سعود: أول جامع في الدولة السعودية، لا يزال محتفظًا بروحه ومكانته – بيوت الأمراء والقادة: التي تحولت إلى متاحف تفاعلية تروي القصص بأدوات رقمية وصور أرشيفية نادرة).

“اليوم” التقت في جولتها الخاصة بأخصائي تجربة الزوار تطوير الدرعية عبدالرحمن عسكر، والذي أوضح أبرز الأحداث التي مرت به الدولة السعودية وهجرة بني حنيفة ورافق عدسة الصحيفة ليوضح أهم معالم المتاحف الموجودة كمتحف الدرعية والذي يتميز باندماجه مع العمارة النجدية، كما يحوي على شجرة الأسرة الحاكمة بداية من مانع المريدي وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله-

وبيّن العسكر أن شجرة الأسرة الحاكمة السعودية هي أكبر شجرة لأسرة حاكمة في العالم من ناحية العدد، وهي تدل على العلاقة المقربة جداً بين الشعب والأسرة الحاكمة وهي شجرة خصصت لتوثيق نسب الأسرة السعودية الحاكمة يمكن للزوار التفاعل معها لمعرفة السلالات والأحداث التاريخية المرتبطة بكل جيل.

ويتضمن المتحف، صور ووثائق أصلية توضح الأدوار التي قام بها ملوك المملكة منذ التأسيس وحتى اليوم وتحف معمارية وفنية وقصص صوتية ومقاطع مرئية تروي فصولًا من سيرة الملوك، من الفتوحات إلى توحيد المملكة، وحتى مراحل الرؤية الوطنية الحديثة.

ولم يعد حي طريف مجرد أطلال يحكي مجدًا غابرًا، بل أصبح مركزًا ثقافيًا وسياحيًا عالميًا، عبر مشروع “بوابة الدرعية” الذي يحوّل المنطقة إلى وجهة عالمية، بمزيج فريد من الأصالة والحداثة، ففي المكان الذي انطلقت فيه نواة الحكم السعودي، يُعاد اليوم بناء هوية وطن على أسس راسخة، وفي كل زاوية من حي طريف، وفي كل اسم داخل متحف شجرة العائلة، يُعاد سرد قصة مدينة الملوك التي أنجبت وطنًا.