إطلاق أول أكاديمية وطنية للفنون العام الدراسي المقبل.. مجانًا

تبدأ مع انطلاقة العام الدراسي المقبل أول تجربة تعليمية من نوعها في المملكة، تتمثل في إنشاء أكاديمية وطنية متخصصة في مجالات الفنون والثقافة، وذلك بالشراكة بين وزارة التعليم ووزارة الثقافة، ضمن مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى دمج الثقافة والفنون في البيئة المدرسية، ورعاية المواهب الطلابية في مراحل مبكرة من أعمارهم.

وتمثل الأكاديمية الجديدة، التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى المدارس الحكومية في المملكة، نموذجًا تعليميًا يجمع بين المنهج الأكاديمي التقليدي والبرامج الفنية المتخصصة، ضمن بيئة محفزة تهدف إلى بناء جيل يمتلك أدوات التعبير الفني والوعي الثقافي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

وتستهدف الأكاديمية في مرحلتها الأولى طلاب وطالبات الصف الرابع الابتدائي والصف الأول المتوسط في مدينتي الرياض وجدة، على أن يشمل التوسع لاحقًا مختلف المراحل الدراسية والمناطق التعليمية في المملكة. وقد تم تخصيص مدرسة للبنين في حي النخيل بالرياض، ومدرسة للبنات في حي الشراع بجدة، كجزء من خطة الإطلاق الأولى.

وتوفر الأكاديمية برامج تدريبية مجانية بالكامل في أربعة مجالات رئيسية، هي: الرسم، والعزف، والمسرح والتمثيل، والغناء، وذلك خلال الفترة المسائية من اليوم الدراسي، بينما تظل الفترة الصباحية مخصصة للمناهج الدراسية المعتمدة من وزارة التعليم.

ويخضع المتقدمون لنظام قبول ثلاثي المراحل يشمل تعبئة استمارة إلكترونية، وتقديم الأعمال الفنية الأصلية من إنتاج الطالب، ثم المرور بمقابلة تقييم شخصية قبل إصدار قرارات القبول.

ويُشترط الالتزام بالمعايير الأخلاقية والثقافية، مع إتاحة الفرصة للطالب لاختيار أكثر من مجال فني عند التقديم، واعتماد المجال الأعلى تقييماً بعد القبول كمجال رئيسي.

ويبدأ اليوم الدراسي في الأكاديمية من 7:30 صباحًا حتى 12:30 ظهرًا، يعقبه استراحة وغداء، ثم تليها الفترة المسائية المخصصة للبرامج الفنية والثقافية حتى الرابعة والنصف لطلاب الصف الرابع، وحتى الخامسة والربع لطلاب الصف الأول المتوسط.

وفي نهاية كل عام، يحصل الطالب على شهادة دراسية معتمدة من وزارة التعليم، بالإضافة إلى شهادة تخصصية في المجال الفني الذي تدرب عليه، شرط اجتياز اختبارات تقييم معيارية تصدر من جهات رسمية محلية أو دولية.

وأكدت الأكاديمية على أهمية دقة البيانات المدخلة في استمارة التقديم، إذ سيتم التواصل مع المقبولين بناءً على المعلومات المُسجلة.

وشددت على أن هذه المبادرة تمثل توجهًا وطنيًا نحو تأسيس بيئة تعليمية تسهم في صقل المواهب السعودية في عمر مبكر، وتوفر منصة نوعية لاكتشاف قدراتهم الفنية، بما يعزز من مكانة الفنون ضمن النظام التعليمي في المملكة.