حرفي-يطلق-مبادرة-لتعليم-فن-الخوص-وإعادة-إحيائه-في-المنازل

حرفي يطلق مبادرة لتعليم فن الخوص وإعادة إحيائه في المنازل

يكرّس الحرفي منصور علي المدن، حياته بعد التقاعد في سبيل تحقيق هدف فريد، يتمثل في رؤية قطعة تراثية مصنوعة من سعف النخيل في كل منزل مواطن ومقيم، على أن تكون من صنع أيادي أصحاب المنزل أنفسهم.

هذه المبادرة الشخصية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج رحلة طويلة بدأت في الصغر، وتوقفت لعقود، ثم عادت بشغف أكبر للحفاظ على إرث الأجداد من الاندثار.

رحلة حرفي

وأوضح المدن، أن علاقته بحرفة الخوص، التي يُطلق على ممتهنها اسم الخاصف، بدأت في سن مبكرة، حيث تعلّم أصولها وفنونها على يد والدته، وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.

وأشار إلى أنه في ذلك الوقت كانت هذه الحرفة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث كانت أصوات حياكة السعف تُسمع في معظم البيوت التي كان يمارس فيها الرجال والنساء هذه الصناعة لتلبية احتياجاتهم الأساسية من أدوات منزلية متنوعة.

وقال إنه بعد أن بلغ الثامنة عشرة، دفعه مساره المهني إلى الالتحاق بشركة أرامكو السعودية، حيث قضى 25 عامًا من حياته، وابتعد خلالها تمامًا عن ممارسة الحرفة التي عشقها.

وأضاف أن شرارة الشغف لم تنطفئ، فبعد تقاعده في عام 2006، لاحظ أن أفراد عائلته، ومنهم زوجته وأخواته، قد توقفوا عن الإنتاج بسبب تراجع الطلب، فما كان منه إلا أن شجّعهم على العودة، متعهدًا بشراء منتجاتهم بنفسه، لينضم إليهم في رحلة إحياء هذا الفن من جديد.

متنفس إبداعي

وبيّن أن هذه الحرفة لا تقتصر على كونها مصدرًا للرزق، بل هي مدرسة لتعليم الصبر، ووسيلة فعالة للتغلب على ضغوط الحياة، إذ يجد فيها الحرفي متنفسًا يفرّغ فيه طاقته، ويحوّلها إلى إبداع ملموس.

وأكد أن هذه الصناعة فتحت له آفاقًا اجتماعية واسعة، ومكّنته من بناء علاقات مع شريحة كبيرة من الناس لم يكن ليلتقي بهم لولا هذا الشغف المشترك.

وأشار إلى أن هناك صحوة ثقافية بدأت تعيد للحرف اليدوية مكانتها، وعزا هذا التحول الإيجابي إلى الدور الذي تلعبه المهرجانات الوطنية ووسائل الإعلام في تسليط الضوء على أهمية التراث، بالإضافة إلى جهود جهات رسمية مثل بيت الحرفيين التي بدأت في تقديم دورات تدريبية متخصصة.

وفي سبيل تحقيق حلمه، يفتح المدن أبواب علمه لكل راغب في التعلم، مؤكدًا أن إتقان أساسيات حرفة الخوص لا يتطلب أكثر من 18 ساعة من التدريب الفعلي.

ولاحظ إقبالًا لافتًا من فئة الشابات والنساء بشكل خاص، اللواتي يُظهرن اهتمامًا كبيرًا بتعلّم هذا الإرث الثقافي، وهو ما يبشّر بمستقبل واعد لهذه الحرفة العريقة التي تشكّل جزءًا أصيلًا من هوية المنطقة وتاريخها.

جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *