30 بشتاً يومياً و50 وظيفة.. “فتاة الأحساء” تنقل تراث 200 عائلة للعالمية
ومصنع الماهود هو أول مشروع صناعي ذكي يدمج مهارة «نواعم الأحساء» بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مستهدفاً توفير 50 وظيفة نوعية وإنتاج 30 بشتاً يومياً، مما ينقل تراث المنطقة من دائرة العمل الفردي إلى آفاق التصنيع العالمي المستدام.
وباركت لطيفة العفالق، رئيسة مجلس إدارة جمعية فتاة الأحساء، هذا الإنجاز للأهالي والحرفيين، مؤكدة أن المشروع جاء ليلبي احتياجات فئة واسعة من المستفيدين ويخدم قطاعي السياحة والتعليم، مشيرة إلى أن إدخال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بات ضرورة ملحة لتطوير هذه الصناعة العريقة في الأحساء التي تُعد «بيت الحرف» وموطن أكثر من 200 عائلة حافظت على هذه المهنة لمئات السنين، وحان الوقت لربط إرثهم بتقنيات المستقبل.
ووصفت عائشة الدوسري، المدير التنفيذي للجمعية، المصنع بأنه «حلم»
تحقق بعد سنوات من العمل الدؤوب والشراكات الناجحة، موضحة أن المشروع يركز على تمكين المرأة لإثبات أن حياكة البشت لم تعد حكراً على الرجال، بل أصبحت ميدان إبداع نسائي، كاشفة عن خطط لطرح منتجات مبتكرة وعصرية مستمدة من هوية البشت الحساوي لتنافس في الأسواق الحديثة.
من داخل خطوط الإنتاج، تحدثت الحرفية بشرى الدالوي بشغف عن تفاصيل المهنة، ساردة مراحل الحياكة الدقيقة بدءاً من «الترسيم» و«الهيلا» وصولاً
إلى «البرداخ» و«الخبانة»، ومعبرة عن فخرها بإنجاز بشت كامل يدوياً خلال شهر وأسبوع فقط، ومتمنية أن تتوارث فتيات الوطن هذه الحرفة للحفاظ عليها من الاندثار.
وروت الحرفية دلال البراهيم قصة كفاحها التي بدأت من الصفر في معهد
«فتاتي» دون أي معرفة مسبقة بالخياطة، لتتمكن اليوم من إتقان كافة الأساسيات وتنفيذ «السديري» والبشوت بمهارة عالية، مؤكدة أن المعهد اكتشف موهبتها ومنحها فرصة لتطوير مهارة تفيد بها مجتمعها وأسرتها وتشعرها بالفخر الذاتي.
وشاركتها الرأي الحرفية مريم المحيسن، التي أوضحت أنها خضعت لتدريب مكثف لمدة ستة أشهر قبل التخصص في صناعة البشوت، مشيرة إلى أن طموح الحرفيات يتجاوز المنتجات التقليدية ليصل إلى ابتكار حقائب ومنتجات عصرية مستوحاة من البشت، معتبرة أن تقديم تراث الأحساء بصورة عملية هو أعظم إنجاز يمكن تحقيقه.
وأكدت الحرفية وجيهة العمران أن بيئة العمل في المصنع تتسم بالروح العائلية، حيث بدأت رحلتها بدافع حب الخياطة ليتم ترشيحها لاحقاً ضمن فريق «الماهود»، مشددة على أن الطموح الجماعي للفريق هو تقديم منتجات سعودية حساوية بجودة عالمية تمثل المنطقة خير تمثيل في المحافل الدولية.
وفصل ضياء الناصر، مشغل الآلات بالمصنع، آلية العمل التقنية، مبيناً أن خط الإنتاج يتكون من وحدات متقابلة تضم 15 رأساً لكل خط، تعمل لمدة تصل إلى 12 ساعة لإنتاج 30 بشتاً يومياً، تبدأ بتجهيز الخامات وتصميم الأكتاف وتنتهي بمراحل التبطين وضبط المقاسات بدقة متناهية.
واستعرض عبدالله الجوهر، مشغل الآلات، التنوع الفني في المنتجات، موضحاً أن المصنع ينتج أشهر «الدقات» مثل الملكية، والمروبع، والطابوق،
والمخومس الذي يشبه خلية النحل، باستخدام أفخر أنواع الأقمشة العالمية كالمصوف التركي، والياباني الصيفي، ووبر اللاما، لضمان تقديم منتج يليق بسمعة البشت الحساوي.
جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
