“ملامح متغيرة”.. معرض يوثق لحظات التحول في مشهد الخليج التشكيلي

يفتح معرض “ملامح متغيرة”، المقام في حي جميل بمدينة جدة، نوافذه أمام الزوار لاستكشاف تطورات المشهد الفن التشكيلي الحديث في منطقة الخليج، مسلطًا الضوء على نشأة الحركات والمجموعات الفنية في القرن العشرين.

يقدم المعرض الذي يستمر حتى 13 أكتوبر 2025، رؤية بحثية فنية معمقة ترصد بدايات الحداثة التشكيلية في دول الخليج، بما فيها السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعُمان وقطر، متتبعًا اللحظات المفصلية التي تشكلت فيها الممارسات الفنية تزامنًا مع مراحل التأسيس الوطني وبناء الدولة الحديثة.
يضم “ملامح متغيرة” أكثر من 50 فنانًا من رواد الحركة الفنية الحديثة في الخليج، ممن كان لهم إسهام بارز في رسم معالم التيارات الجمالية المعاصرة.
ويُبرز المعرض دور هذه النخبة في تشكيل الهوية البصرية للمنطقة، من خلال إبداعاتها ومبادراتها المؤسسية التي أرست دعائم مشهد فني مستدام على امتداد الخليج العربي.

تفاعل جدلي بين التراث والحداثة

وفي تفاعل جدلي بين التراث والحداثة، يُبرز المعرض كيف أسهم الفنانون الخليجيون في صياغة مفردات بصرية مميزة، تجلت في أعمال لعبت دورًا محوريًا في بلورة الحداثة الفنية، وتشكيل البنية الثقافية، وتعزيز الحراك الإبداعي المحلي.

يستوحي المعرض عنوانه من نص تأسيسي للفنان والقيم الراحل أوكوي إنويزور، نُشر في العدد الأول من مجلة “نكا: مجلة الفنون الأفريقية المعاصرة” عام 1994، مُفسحًا المجال أمام الزوار للتفاعل مع الأعمال من منظور نقدي يتجاوز التصنيفات النمطية، ويستحضر تجارب لفنانين ومفكرين سعوا إلى إعادة صياغة أنظمة المعرفة والسياسات الثقافية.

وأقيمت نسخة أولى من هذا المشروع الفني أقيمت عام 2022 في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي، تحت عنوان “حداثة خليجية: رواد ومجموعات فنية في شبه الجزيرة العربية”، وشكلت مرجعًا بصريًا وثقافيًا في توثيق البدايات.