أرامكو السعودية تسرع وتيرة تحولها من النفط إلى الليثيوم والغاز المسال
تُسرّع أرامكو السعودية، التي لطالما ارتبط اسمها بأسواق النفط العالمية، وتيرة تحولها نحو مستقبل ما بعد النفط. ففي الوقت الذي يُواجه فيه العالم ضغوط التحول في قطاع الطاقة وتغيرات ديناميكيات الطلب، شرعت شركة النفط السعودية العملاقة في إستراتيجية تنويع طموحة، تستهدف الليثيوم والغاز الطبيعي المسال كركائز أساسية لنموها على المدى الطويل.
ولا يعكس هذا التحول طموحات رؤية السعودية 2030 فحسب، بل يُؤكد أيضًا سعي الشركة إلى ترسيخ مكانتها في مشهد الطاقة الخالي من الكربون.
رهان الليثيوم
اكتسبت غزوة أرامكو السعودية لقطاع الليثيوم – الذي يُعد حجر الزاوية في تقنيات المركبات الكهربائية وتخزين الطاقة – زخمًا من خلال مشروع مشترك مع شركة معادن، شركة التعدين المملوكة للدولة. تهدف الشراكة إلى استغلال رواسب الليثيوم عالية التركيز باستخدام تقنيات استخلاص فعّالة من حيث التكلفة، ومن المقرر بدء الإنتاج التجاري في عام 2027، وفقًا لتقرير صادر عن موقع Mining.
تتوافق هذه المبادرة مع طموحات قطاع التعدين الأوسع في المملكة العربية السعودية، والتي تستهدف موارد معدنية غير مستغلة بقيمة 2.5 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، كما يشير تقرير Mining.
مع ذلك، يُظهر سوق الليثيوم العالمي توقعات متباينة. فبينما من المتوقع أن يرتفع الطلب من 1.8 مليون طن من مكافئ كربونات الليثيوم (LCE) في عام 2025 إلى 3.7 ملايين طن بحلول عام 2030 – مدفوعًا بشكل كبير بالسيارات الكهربائية وتخزين البطاريات على نطاق الشبكة – يواجه الموردون تحديات.
وقد ارتفع إنتاج المناجم بنسبة 192% منذ عام 2020، مما أدى إلى فائض في العرض أدى إلى انخفاض الأسعار وإثارة تقلبات، وفقًا لتوقعات InvestingNews. كما أن هيمنة الصين على الإنتاج وقيودها على تصدير تقنيات الليثيوم تزيدان من تعقيد المشهد. بالنسبة لأرامكو، سيعتمد نجاحها في هذا القطاع على قدرتها على الموازنة بين التوقيت وكفاءة التكلفة والمخاطر الجيوسياسية.
توسعة الغاز الطبيعي المسال
تتمتع طموحات أرامكو في مجال الغاز الطبيعي المسال بنفس القدر من الجرأة. تخطط الشركة لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 60% بحلول عام 2030، مدعومةً باستثمارات تتراوح بين 52 و58 مليار دولار أمريكي في عام 2025، وفقًا لتحليل «إنكياي».
وتشمل المشاريع الرئيسية حقل غاز الجافورة، الذي من المتوقع أن ينتج 200 مليون قدم مكعب يوميًا بحلول عام 2025، وشراكات دولية مثل مشروع لويزيانا للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بقيمة 18 مليار دولار أمريكي، كما يوضح تحليل «إنكياي».
وبينما يشهد القطاع نموًا ملحوظًا، حيث من المتوقع أن تتوسع الطاقة الإنتاجية العالمية بمقدار 180 مليون طن سنويًا بين عامي 2026 و2030، تُشكل تحولات الطلب الإقليمي مخاطر.
ولا تزال الأسواق الأوروبية قوية، لكن الطلب الآسيوي، وخاصةً في الصين، آخذ في التراجع، كما هو مذكور في عرض شركة تشينير للربع الثالث من عام 2025.
تحوّل مدروس
يُمثل تنويع أرامكو السعودية لمصادرها في الليثيوم والغاز الطبيعي المُسال رهانًا محسوبًا وطويل الأجل على التحول في قطاع الطاقة. وبينما يُوفر حجم الشركة ومواردها المالية أساسًا متينًا، فإن طريق النجاح يتطلب اجتياز تقلبات الأسواق، والمخاطر الجيوسياسية، والتحولات التكنولوجية.
بالنسبة للمستثمرين، يكمن السؤال الرئيسي في مدى قدرة أرامكو على الاستفادة من خبرتها في عصر النفط لتكرار هيمنتها في هذه القطاعات الجديدة. ستظهر الإجابات خلال السنوات الخمس المقبلة، مع مواكبة جداول الإنتاج للمتطلبات المتسارعة لعالم خالٍ من الكربون، أو تأخرها عنها.
مشاريع التحول الخاصة بأرامكو السعودية
– استثمارات الليثيوم والغاز الطبيعي المسال بما يتماشى مع رؤية 2030.
– مشروع مشترك لليثيوم مع معادن يستهدف إنتاجه بحلول عام 2027.
– توسعة الغاز الطبيعي المسال تشمل حقل غاز الجافورة وشراكات مع الولايات المتحدة.
– تشمل التحديات فائض الليثيوم العالمي وهيمنة الصين على السوق.
– استثمارات التقاط الكربون تركز على الاستدامة وسط الأسواق المتقلبة.
جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
