تحديات تهدد المشاريع الناشئة في المملكة – #عاجل

في وقت يزداد فيه الإقبال على المشاريع الخاصة وعالم ريادة الأعمال، حذّر خبير سعودي متخصص في إدارة المشاريع والطاقة من تحديات حقيقية تواجه أصحاب المشاريع الناشئة، مؤكداً أن مواجهة هذه التحديات لا تتطلب فقط الحماسة، بل أدوات واضحة، واستراتيجيات عمل قابلة للتطبيق.

المهندس حسين السلامين أوضح لـ«الوطن» أن أبرز العقبات التي تعترض طريق رواد الأعمال تتمثل في: غموض الفكرة، نقص التمويل، ضعف التخطيط، قلة الخبرة، ومقاومة السوق، وهي عناصر كفيلة – إذا لم تُدار بوعي – بأن تعيق أي مشروع قبل أن يبدأ فعليًا. إلا أن السلامين أكد في المقابل أن «لكل تحد مخرجا، ولكل مشكلة حل عملي متاح، بشرط استخدام الأدوات المناسبة في الوقت المناسب».

نموذج Lean Canvas

وأضاف أن أولى الخطوات العملية تبدأ بـاستخدام نموذج Lean Canvas لتوضيح المشكلة والحل، وهو إطار بسيط يختصر الفكرة في صفحة واحدة ويجعلها قابلة للفهم والاختبار. وفي جانب التمويل، دعا إلى استكشاف المبادرات والبرامج المحلية الداعمة مثل منشآت وSTC Inspire، والتي تقدم منحًا وشراكات وفرص تمويل من دون الحاجة إلى ضمانات كبيرة.

أدوات التخطيط

أما من حيث التخطيط والتنظيم، فشدد السلامين على أهمية تقسيم المهام أسبوعيًا باستخدام أدوات مثل Trello وClickUp، التي تسهّل على الفرق متابعة التقدم وإنجاز العمل دون تشتيت. كما نصح بالحضور المنتظم لدورات تدريبية، والاستفادة من الإرشاد عبر منصات مثل Mentor Arabia التي تربط الرواد بذوي الخبرة.

وعن مقاومة السوق، وهي من أكثر التحديات التي تغيب عن بال المبتدئين، أشار إلى أهمية اختبار الفكرة مبكرًا باستخدام نموذج أولي، والتوجه مباشرة للجمهور المستهدف للسؤال عن تجربتهم المتوقعة أو احتياجاتهم، مؤكداً أن التغذية الراجعة المبكرة يمكن أن تنقذ المشروع من مسار خطأ قبل فوات الأوان.

التحليل المالي

في جانب التمويل، أوصى السلامين بخفض النفقات غير الضرورية، وتأجيل المصروفات التي لا تؤثر على الأداء التشغيلي، إضافة إلى وضع عروض تحفيزية للدفع المسبق، وجدولة المدفوعات لتقليل الضغوط النقدية. وأكد أن التحليل المالي المبكر ضرورة قصوى، قائلًا: «معرفة كم تصرف وكم تكسب ليست رفاهية، بل هي البوصلة. وإذا زاد الصرف عن الدخل، فهذا خطر حقيقي على المشروع».

أدوات رقمية لا غنى عنها

كما استعرض مجموعة أدوات رقمية مساعدة، منها ClickUp وMonday.com لإدارة المشاريع ومتابعة الوقت، وFigma لتصميم المنتجات، وGoogle Workspace لتنظيم الملفات والتواصل، مشيرًا إلى أن الرقمنة لم تعد خيارًا بل ضرورة في بيئة ريادية سريعة التغير.

ولم يغفل السلامين التمييز بين المشاريع التقليدية والريادية، موضحًا أن الأولى تقوم على فكرة معروفة وسوق واضح كفتح مطعم، أما الثانية فتنطلق من فكرة جديدة وسوق غير مستكشف، وتتطلب التجربة والتعديل المستمر، مثل تطوير تطبيق إلكتروني.

الإدارة الذكية

وختم حديثه بالتأكيد على أن تمكين رواد الأعمال يبدأ من التوعية والتدريب العملي، وليس فقط من تقديم الإلهام أو القصص الناجحة. مشيرًا إلى ضرورة تتبع الأداء المالي شهريًا، والاستفادة من أدوات التكنولوجيا لإدارة المهام والموارد بكفاءة. وقال: «الإدارة الذكية هي الجسر بين الحلم والواقع، وهي التي تحدد إن كان المشروع سينمو ويستمر أو يتعثر وينتهي».