فلكية جدة: بقعتان شمسيتان تعودان إلى الواجهة خلال 48 ساعة

أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن صور الأقمار الصناعية المتخصصة في مراقبة الشمس تشير إلى أن بقايا منطقتي البقع الشمسية القديمتين 4294 و4296 أصبحت حالياً متمركزة خلف الحافة الجنوبية الشرقية لقرص الشمس، متوقعاً أن تعودا تدريجياً إلى مجال الرؤية خلال الساعات الـ48 المقبلة، تزامناً مع استمرار دوران الشمس حول محورها.

وبيّن أبو زاهرة أن هاتين المنطقتين شوهدتا آخر مرة في 12 ديسمبر الماضي، عندما كانتا في مواجهة مباشرة مع الأرض، حيث سجلتا خلال تلك الفترة عدداً من التوهجات الشمسية المتوسطة والمنخفضة القوة، دون أن تُسجل أي أحداث شمسية شديدة من الفئات العليا.

احتمالية ضعيفة للتأثير على الطقس الفضائي

وأشار إلى أن بيانات الرصد الحديثة لم تُظهر تسجيل أي انبعاثات كتلية إكليلية كبيرة خلف الحافة الجنوبية الشرقية للشمس خلال الأيام الماضية، وهو ما يقلل من احتمالية حدوث تأثيرات مباشرة على الطقس الفضائي القريب من الأرض عند عودة هذه المناطق إلى الظهور.

وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة أن متابعة هذه المناطق تُعد ذات أهمية علمية خاصة، لافتاً إلى أن البقع الشمسية لا تفقد نشاطها بالضرورة بعد اختفائها المؤقت خلف قرص الشمس، إذ قد تعاود إنتاج التوهجات والانبعاثات الشمسية عند عودتها إلى الواجهة، وذلك اعتماداً على درجة تعقيد بنيتها المغناطيسية.

وأوضح أن المشهد الشمسي الحالي يستند إلى صورة ملتقطة بواسطة مرصد ديناميكا الشمس في نطاق 171 أنغستروم، وهو طول موجي يُبرز البلازما الساخنة في الإكليل الشمسي، ويساعد العلماء على تتبع تطور المناطق النشطة والهياكل المغناطيسية المرتبطة بها بدقة عالية.

واختتم أبو زاهرة حديثه بالتأكيد على أن علماء الفيزياء الشمسية سيواصلون مراقبة المنطقتين 4294 و4296 عن كثب مع اقتراب عودتهما إلى مجال الرصد المباشر، وذلك لتقييم أي تجدد محتمل في النشاط الشمسي، ورصد انعكاساته المحتملة على بيئة الفضاء المحيطة بالأرض.