11 حرفة تقليدية في البرامج الدراسية: تجربة جديدة لإحياء التراث الوطني

أطلقت وزارة الثقافة «دليل أنشطة الحرف اليدوية»، الذي يدمج 11 حرفة تقليدية ضمن البرامج الدراسية بالتزامن مع مبادرة «عام الحرف اليدوية 2025»، بهدف تحويل التراث من موروث نظري إلى ممارسة تطبيقية تُلهم الأجيال الناشئة وتعزز مهاراتهم الإبداعية.

وتستعد المؤسسات التعليمية لاستقبال حزمة من الأنشطة التراثية المكثفة عقب إصدار الوزارة لدليلها الجديد، الذي صُمم خصيصاً لربط الطلاب بجذورهم الثقافية العميقة، واعتبار الحرف اليدوية مكوناً أصيلاً لا يتجزأ من الشخصية السعودية المعاصرة.

دليل أنشطة الحرف اليدوية

ويتضمن الدليل فصولاً تطبيقية دقيقة تغطي أحد عشر مساراً حرفياً متنوعاً، تشمل فنون الدباغة والبناء التقليدي بالطين والحجر، وتقنيات الفخار وتشكيل المعادن، وصولاً إلى المشغولات النخيلية والنجارة، في توليفة تضمن تغطية الموروث المادي لمختلف مناطق المملكة.

ولم يغفل الدليل الجوانب الفنية الدقيقة، حيث أفرد مساحات خاصة لتعليم مهارات التطريز، وفنون التجليد والتذهيب، وصناعة الحلي والمجوهرات والنسيج، مقدمًا إياها عبر أنشطة عملية مبسطة تناسب كافة الفئات العمرية وتراعي قدراتهم الذهنية والحركية.

ويرتكز هذا الحراك التعليمي الثقافي على خمسة أهداف استراتيجية، أبرزها تعريف الطلاب بالتنوع الحرفي الجغرافي للمملكة، وتأصيل الهوية الوطنية، مع التركيز على إحياء الممارسات التراثية داخل البيئة المدرسية وجعلها جزءاً من اليوم الدراسي الاعتيادي.

ابتكار أساليب حديثة

وفي سياق تعزيز الابتكار، يسعى الدليل إلى تحفيز الطلاب للتعامل مع التراث كمصدر إلهام للمستقبل، مشجعاً إياهم على ابتكار أساليب حديثة تضمن استدامة هذه الحرف وتطورها، بدلاً من الاكتفاء بمحاكاتها بشكل تقليدي جامد.

ويندرج هذا الإصدار ضمن إطار برنامج «يوم الحرف» الشامل، الذي يتبنى منهجية الدمج بين التعلم النظري والممارسة اليدوية المباشرة، مما يتيح للطلاب استكشاف المهن التي شكلت العصب الاقتصادي والاجتماعي للأجداد في الماضي.

وتعمل هذه الأنشطة المستوحاة من إرث الآباء على تنمية المهارات الحركية والفكرية للطلاب، وتطلق العنان لخيالهم الإبداعي، موفرة تجربة تعليمية ممتعة تخرج عن النمط التقليدي للفصول الدراسية وتكسر حاجز الجمود النظري.