سعوديون لـ اليوم : الفن الإسلامي هويتُنا المتجددة وجسرُنا إلى العالم
يستعيد العالم اليوم الإرث البصري والروحي للحضارة الإسلامية، تزامناً مع اليوم العالمي للفن الإسلامي، الذي يمثل فرصة للتذكير بقيمة هذا الفن كجسر حضاري ربط بين الشعوب عبر القرون، ولغة جمالية تجاوزت الحدود الجغرافية لترسخ مفاهيم الروحانية والتأمل.
وفي المملكة، تفاعل نخبة من الفنانين والخبراء مع هذه المناسبة عبر مشاريع مبتكرة تدمج الأصالة بالمعاصرة، مؤكدين أن التراث السعودي يشكل جزءاً أصيلاً ومتجدداً من هذه المنظومة الفنية العريقة.
نصوص مقدسة
في هذا السياق، أوضح الفنان التشكيلي والحرفي محمد غبره، أن الفن الإسلامي يمتد عميقاً في التراث السعودي من خلال العمارة والزخارف، واصفاً الخط العربي بأنه أحد أرقى مظاهر هذا الفن لارتباطه الوثيق بالنصوص المقدسة وقدرته على بث السكينة.
ولفت غبره إلى أن الفن الإسلامي لا ينحصر في الزخارف فقط، بل يشمل النحت والزجاج والموسيقى، كاشفاً عن توجهه لتوثيق جوانب نادرة عبر تصميم مجسمات لقفل الحجرة النبوية الشريفة، وصناعة مصغرات لمعالم جدة مثل ”ميدان الآية“ بأسلوب ”الديوراما“، مشدداً على أن دمج التراث بالأساليب الحديثة هو السبيل الأمثل لإحياء الهوية الفنية ومحاربة الصور النمطية عالمياً.
المكعبات الصامتة
على صعيد العمارة، انتقد المهندس المعماري تركي أسامة، سيطرة المباني الحديثة المتشابهة التي تتخذ شكل ”المكعبات الصامتة“، مشيراً إلى أنها ساهمت في إبعاد المستخدم عن جذوره الثقافية.
وأكد المهندس تركي أن المملكة تشهد حالياً توجهاً واسعاً لتعزيز الهوية العمرانية، ليس عبر التقليد الحرفي للماضي، بل من خلال تجريد عناصر مثل ”الرواشين“ وإعادة تفسيرها لتناسب العصر، معتبراً أن الحفاظ على الهوية العمرانية يوازي في أهميته الحفاظ على القطع الأثرية النادرة، كونها وعاءً للذاكرة الجمعية.
الزخارف الإسلامية
من زاوية أخرى، سلط المصور الاحترافي مؤمن طلال، الضوء على دور الوسائط الرقمية في حماية هذا الإرث، موضحاً أن الزخارف الإسلامية بتعقيدها الهندسي تعد مصدراً ملهماً لصناع الأفلام والمحتوى البصري.
ودعا طلال إلى استثمار تقنيات الواقع الافتراضي والتصميم الجرافيكي لردم الفجوة بين الأجيال الشابة وتراثهم، مقترحاً تطوير تجارب غامرة تتيح استكشاف المساجد التاريخية، وضرورة توثيق الفنانين لهذا الفن في العالم الإسلامي بصرياً وسينمائياً لضمان استمراريته وحمايته من الاندثار.
جماليات الزخارف النباتية
فيما يتعلق بالفنون الحرفية المستوحاة من الطبيعة، استعرضت المصممة سماح فالوده، جماليات الزخارف النباتية في الفن الإسلامي، مستشهدة بالرموز القرآنية والأحاديث النبوية التي تحتفي بالزهور والنباتات.
وربطت فالوده بين هذا الإرث والمقدرات الطبيعية للمملكة، مشيرة إلى إنتاج منطقة تبوك لأكثر من 28 مليون زهرة سنوياً، وتاريخ الورد الطائفي المسجل في اليونسكو والذي يمتد لأكثر من 500 عام.
وكشفت عن أعمالها التي تدمج بين فن ”الريزن“ والرموز الشرقية كطائر الطاووس، في محاولة لتقديم لوحات فنية تعكس الهوية الإسلامية بروح جمالية حديثة.
جدة 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
