“للحِرفة نغني”.. مسابقة موسيقية لتعزيز الهوية الثقافية للحرف اليدوية لدى الأطفال

أطلقت وزارة الثقافة مسابقة ” للحِرفة نغني” ضمن مبادرات عام الحرف اليدوية 2025، في إطار جهودها الرامية إلى إبراز الحرف اليدوية السعودية وتوظيف الفنون الحديثة في ترسيخ قيم الهوية الوطنية لدى الأطفال، من خلال أعمال غنائية تربوية تجمع بين المتعة والمعرفة وتعزز الارتباط بالتراث المحلي بأسلوب فني مبتكر.

وتهدف المسابقة إلى تعريف الأطفال بجماليات الحرف التقليدية السعودية، وتنمية حسهم الثقافي والوطني عبر محتوى غنائي تربوي يخاطب خيالهم ويغذي ذائقتهم الفنية، كما تشجع المبدعين والملحنين وصناع المحتوى الصوتي على توظيف مهاراتهم الفنية في إنتاج أعمال موسيقية هادفة تخدم الهوية الثقافية وتعبر عن أصالة الحرف اليدوية السعودية، بما يسهم في دعم استدامة الموروث وتعزيز الحضور الفني والثقافي في وجدان النشء.

أعمال فنية

تركز المسابقة على ترسيخ الوعي بأهمية الحرف اليدوية بوصفها جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية الوطنية، إلى جانب تحفيز الموسيقيين والمبدعين على تقديم أعمال فنية تدمج بين الإبداع الفني والمضمون التربوي في قالب بسيط وسلس يناسب الفئة العمرية المستهدفة، ويغرس لدى الأطفال روح الانتماء والاعتزاز بثقافتهم الشعبية.

وتستهدف المسابقة الملحنين والموسيقيين والمهتمين بإنتاج المحتوى الصوتي والغنائي للأطفال من مختلف مناطق المملكة، ممن يمتلكون مهارات في كتابة الكلمات أو التلحين أو الأداء الغنائي، على أن تكون المشاركات فردية وتعبّر بوضوح عن الحرف اليدوية السعودية، بأسلوب يجمع بين الأصالة والابتكار في آن واحد.

وحددت وزارة الثقافة الجدول الزمني للمسابقة ليبدأ فتح التسجيل في التاسع من سبتمبر 2025م، ويستمر حتى الرابع والعشرين من أكتوبر من العام نفسه، على أن يتم إعلان النتائج في وقت لاحق عبر القنوات الرسمية للوزارة، حيث يتم التسجيل والمشاركة عبر المنصة الإلكترونية المخصصة للمسابقة على موقع وزارة الثقافة من خلال الـــرابـــط.

آلية المشاركة

تتطلب آلية المشاركة من المتقدمين الاطلاع على الدليل الإرشادي للمسابقة وفهم الشروط والمعايير المحددة، واختيار الحرفة اليدوية التي ستتناولها الأغنية، سواء كانت حرفة واحدة أو مجموعة من الحرف المتقاربة من حيث الفكرة، على أن تكون الكلمات واللحن ملائمين للفئة العمرية المستهدفة من 4 إلى 10 سنوات، مع تسجيل العمل الصوتي بجودة عالية وإرفاق نص الكلمات وملف الصوت بصيغة MP3 أو WAV ورفعها عبر المنصة الإلكترونية بعد تعبئة بيانات المشارك كاملة.

وتشمل الحرف المعتمدة في المسابقة المشغولات الجلدية والفخارية والخشبية والمعدنية والنخيلية والنسيجية والمطرزة، إضافة إلى الحُلي والمجوهرات والبناء التقليدي والتجليد والتذهيب والحرف اليدوية الداعمة الأخرى، وذلك لإتاحة المجال أمام المشاركين لاختيار مواضيع متنوعة تمثل التراث السعودي الغني وتظهره في قالب موسيقي جذاب وممتع للأطفال.

وتنص شروط المشاركة على أن تدور الأغنية حول الحرف اليدوية السعودية مع إبراز الجانب التراثي والثقافي بوضوح، وأن تكون الأغنية موجهة للأطفال بلغة عربية مبسطة تراعي خيالهم ومرحلتهم العمرية، وألا تتجاوز مدتها دقيقتين، وأن تكون عملاً أصيلاً جديدًا لم يسبق نشره أو المشاركة به في مسابقات أخرى، وأن يتم تقديمها بجودة صوت عالية وبصورة نهائية جاهزة للنشر.

وتُقيَّم المشاركات بناءً على جودة الكلمات من حيث البساطة والوضوح وسهولة الفهم للطفل، والجاذبية الموسيقية التي تجعل اللحن ممتعًا وسهل الحفظ ويشد الانتباه من المرة الأولى، إضافة إلى جودة التسجيل الصوتي من حيث النقاء وخلوه من التشويش أو التقطيع، فضلًا عن الأثر التربوي الذي تحمله الأغنية في تعزيز قيم الهوية والانتماء لدى الطفل وربطه بثقافته ومجتمعه.

جوائز مالية

ورصدت وزارة الثقافة جوائز مالية قيمة للفائزين، حيث يحصل صاحب المركز الأول على جائزة مالية مقدارها مئة ألف ريال سعودي مع إنتاج فيديو أنيميشن ثنائي الأبعاد للأغنية الفائزة، فيما يحصل الفائز بالمركز الثاني على خمسين ألف ريال، وذلك دعمًا للإبداع الوطني وتشجيعًا للمواهب السعودية الشابة على توظيف الفن والموسيقى في نشر الوعي الثقافي والمعرفي بين الأطفال.

وتخضع المسابقة لجملة من الأحكام العامة، من أبرزها عدم تعارض المشاركة مع أحكام الشريعة الإسلامية أو القيم والآداب العامة، وألا تنتهك أي حقوق فكرية أو أنظمة محلية أو دولية، ويحق لوزارة الثقافة استبعاد أي مشاركة لا تتوافق مع الشروط دون إبداء الأسباب، كما تحتفظ الوزارة بالحق في نشر المشاركات الفائزة عبر قنواتها الرسمية أو الوسائل الإعلامية المختلفة، وتعد الأعمال الفائزة ملكية فكرية لوزارة الثقافة بعد إعلان النتائج، مع إمكانية تعديل الشروط أو تمديد فترة المشاركة متى ما اقتضت الحاجة.

وتعكس مسابقة ” للحِرفة نغني” توجه وزارة الثقافة نحو توظيف الفنون الحديثة لخدمة التراث الوطني، وتحويل الحرف اليدوية من رموز مادية إلى قيمة ثقافية حية تتفاعل مع خيال الطفل السعودي، عبر رؤية تسعى إلى الجمع بين الفن والتراث والتربية، بما يسهم في بناء جيلٍ يعتز بموروثه ويعبّر عنه بلغة الفن والإبداع، ويجعل من الموسيقى وسيلة للتواصل الثقافي وغرس القيم الوطنية في نفوس الناشئة.